دخلت على مكتبى وهى مرتبكة
( نجاة ) شخصية أنيقة تبدو جميلة ولها طلة مهيبة تنم عن ذكاء وتفرد
بعد أن دعوتها للجلوس بدأت تحدثنى عن نفسها وخواطرها المبعثرة وأفكارها المتلاحقة والمتضاربة فى نفس الوقت
قالت : صدفة جمعتنى به
( سامى ) شخصية جذابة حديثه وأفكاره الأجتماعية والأدبية وحتى السياسية حتى نبرة صوته المميزة
بدأنا نتآلف سريعا يهرع كل منا للآخر أصبحنا نختلق الأسباب للقاء حتى اعتدناه
صار الحديث يطول لساعات تكاد لا تنتهى
وكلما اقتربت المسافات كلما زاد التعلق وانتظار اللقاء القادم
أصبح كل منا يتلهف وينتظر بشوق ومع كل موقف يتضح اتفاقنا فى الآراء وأيضا فيما نفضل وما لا نفضل
وبدون وعى بدأ يجذبنى بذكائه ، بثقافته فى كل المجالات ، وبحديثه المنمق ،
هل حقا تتجسد السعادة فى شخص … أم أن السعادة يمكن أن نجدها فى مكان نستريح فيه ،
أو حلوى نحبها أو فى سطور كتاب نقرأه …
أو قد تكون فى سماع موسيقى ،
أو صوت متحدث …
ومنذ أول صدفة جمعتنا ومع كل لقاء بدأ الصراع بداخلى يمزقنى بين ما يحدث وما يجب أن يكون
لماذا أندفع اليه هكذا وبكل مرة أكرر عليه نفس السؤال لماذا أنا ؟؟؟
يرد قائلا الحب لا يأتى صدفة ولا أؤمن أنه قدر يأتى بغتة
إنه توحد قلبين وانجذاب روحين يجد كل منهما فى الآخر ما يتمنى ومايريده
استطردت نجاة قائلة :
أصبحت أرى الحياة بصورة أجمل شروق الشمس يسعدنى أرفرف كطائر مع أغنية سمعناها سويا وجوه المارة بالشوارع أراها بشكل مختلف ، حتى الشوارع والطرقات كل شئ أصبح أروع وله وقع خاص على نفسى
وثانية تتمزق نفسى بذلك الصراع
سألتها أى صراع ؟ ماسبب ذلك الصراع؟ ومنذ متى بدأ ؟
ترددت قليلا قبل أن تنطق
قرأت على وجهها حالة من الحزن وبعض من الندم وتمتمت ببعض الكلمات وكأنها تتحدث الى نفسها
ثم استجمعت ماتبقى لديها من شجاعة وقالت :
كنت أعلم أن هذا الحب محكوم عليه بالإعدام قبل ان يولد
مرور الناس بحياتنا صدفة نراهم بالعين وقد تكن لهم منزلة أخرى فى القلب
لقد التقينا صدفة وحبنا أصبح قدر
ولكن هل من الممكن أن يجمعنا ذلك القدر رغم الصعاب وما يمكن أن يواجهنا
أليس من حقى أن أرتبط بمن وجدت معه ماتمنيت ؟
أليس من حق شابة مثلى أن تبدأ حياتها مع من اختارت ؟
هل ستسمح الأسرة بذلك الرجل الذى لا مثيل له فى كل ما أريد وأتمنى ؟
ليس لعيبا فى شخصه ولا خلقه ولا مستواه المادى الا أنه أب لشابين وزوج منفصل عن زوجته ؛
….. ثم صمتت.