Skip to content
أدبية ثقافية فنية متنوعة
قبلَ رحيلك
بقلم / محمد سليمان مصريه
لبنان
قبل رحيلك،
تعالي لنجمع التاريخ ميلاديًا وهجريًا،
لنعرّف ربيع الأول على أيلول الحزين. قبل رحيلك،
تعالي، لديكِ متسع من الوقت لتجمعي دمعي.
حرقتني، بالله عليكِ لا تأخذي. صبري،
خذي ما شئتِ قبل رحيلكِ،
لا تدعي التنهدات تقتلني في اللحظة الواحدة ملايين المرات.
خذي أشواقي معكِ قبل رحيلكِ.
أنزلي الستارة عن الشمس، صديقة كوب قهوتكِ في كل صباح، وأطلقي سراح
الطيور شتى،
والعصافير وهم في حريتك، بعدك مسجونون.
قبل رحيلك، هَذِّئي من روع الأيام الآتية،
فلا تجدكِ في غرفتكِ.
قبل رحيلك، إهمسي لغصون الياسمين أنكِ لن تعودي، فتقبلي العزاء بها،
قبل رحيلكِ، ودّعي جدران حجرتي وصادري صورَكِ التي تُزَيّنها.
ولكن، عطفاً منكِ سيدتي،
دعي تلك اللوحة التي رسمتها كلمات قصائد عنكِ،
فمنها كان نجاحي، وإليكِ كُلَّ إهدائاتي.
قبل رحيلكِ، عَلِّميني كيف أنام على سريري دون أناملكِ تُبارك لي خيوطَ شعري الأسود،
قبل رحيلكِ، من سيقرأ لي قصص الحب، العشق، والغرام؟
قبل رحيلكِ، دعيني أُمتعْ عيوني بآخر نظرة إليكِ.
قبل رحيلكِ، مزّقي عقد إيجار قلبكِ لاستضافتي، وغيّري قفل الباب،
لا تنسي، كي لا آتي ذات يومٍ وقد غلبني شوقي فأدخل لأسرق لحظةَ حياةٍ منكِ، بكِ إليكِ،
قبلَ رحيلكِ. لا تشدي كثيرًا على حقائبكِ، ففي إحداهن يختبئ قلبي مني،
يريد الذهاب معكِ.
قبلَ رحيلكِ، تكرّمي وقبلي استقالة المهرج من مسرحكِ. قبلَ رحيلكِ، أتى زلزالٌ وهزاتٌ أرضية دمرت كل شيء،
قبلَ رحيلكِ ، فأنا العاشق المتيم، لكن بعد رحيلكِ أصبحت إنسانًا لا يعرف لهُ مكانً في الأرض.
هذا هو الفرق بين قبل رحيلكِ وبعده، سيدتي. مع السلامة.
مجلة ومضات
عن الكاتب
Post Views: 49