اللجوء للكتابة لا يعني إمتهانها فقط ربما تكتب لأنك تحتاج
لفضفضة عجزت أن تتكلم بها مع من حولك ولا يعني أنها تعبر عن نفسك في لحظتها فقط فأحيانا تكون لمواقف واقعية او حتي أحلامك وتوقعاتك او إحساس بواقع من تلتقيهم وتتغمص أفكارهم وما يسعدهم وما يضايقهم أو يزعجهم … فالكتابة نوع من مصارحة الذات لذاتها ومع الآخرين نكتب لنقول ما لا يقدر الكلام ايصاله أو عجزو عن سماعنا .
نكتب لكي نبوح بما يسعدنا و يؤرقنا وما يحزننا ويجعلنا نقاوم أنفسنا حتى نتكلم لكن لا نتكلم ، يصعب على الحروف أن تنطق ويجد اللسان نفسه عاجزا ما بين إحساس الروح وبوحه …..
لكننا نتكلم في أعماقنا بصوت عال ونحن في خلوة مع أنفسنا وهذا الصوت لا نسمعه إلا نحن. …..
الكتابة هي أن تكون كل حواسنا في حالة طواريء لتوقظ أشيائك العميقة والحبيسة التي تذكرنا بلحظاتنا الحلوة والمرة …أن تقول ما تشعر به تجاه الآخرين سلبآ وإيجابآ وكذلك تجاه الحياة.أن نقول كل شيء دفعة واحدة وليس أقساطا..لأن ما يقال اقساطا لن يجد صداه وسيقابل بنصف فهم وربما بلا إهتمام .
نكتب حين يصير كل شيء فينا يفوق مساحة روحنا ، جوانحنا ، ذاكرتنا ، قلوبنا .عيوننا. ونحتاج للتفريغ وحديث يجب أن يقال .
إننا نكتب ونكتب لتبرئ جروحنا . لنوصل للآخرين .
ورغم كل ذلك البوح والكتابة تبقي هناك أشياء لا يمكن للحروف ترجمتها أو إيصالها فقط تحتاج لأناس يتعاملون بدقة عالية من الأحساس !!!!!
فهل لنا بأبجدية غير تلك الحروف المستهلكة التي لا تحتمل ما يخالج دوخل الكثيرين ؟؟؟