الأديبة / شيماء غريب
تكتب« القاسية قلوبهم».
كم من قلوبٍ قاسية تعيش بيننا مقنعة بإبتسامة زائفة مصطنعة تظهر وتتجلي يوماً ما فتكشف لنا خبايا نواياهم وحقيقة قلوبهم…. وكم من رفاق نتقاسم معهم همومنا و أوجاعنا وأفراحنا ثم نتفاجأ بقلوبهم القاسية المتحجرة بل أشد من الحجارة قسوة.
أتعي يا صاحب القلب القاسي أن قسوتك ماهي إلا عقوبة من الله فما ضُرب عبد بعقوبة أعظم وأشد من قسوة القلب والبعد عن الله.
فمجرد التفريط في الفرائض ونقض عهد الله قد يجعلك قاسي القلب وقد تعهد الله في كتابه العزيز بذلك حيث قال جل وعلا في سورة المائدة « فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية».
فالويل لهم كل الويل فهم ذوي قلوب كالحجارة أو أشد قسوة….
اليوم نعيش في مجتمع تتجلي فيه هذه الصفة الذميمة وهي قسوة القلوب، أصبح من بيننا من يقسو علي أقرب الناس إليه فنري الأخ يقسو علي أخيه وأخته ونري الإبن يقسو علي أبيه ونري الأعمام يكنون في صدورهم شلالات من القسوة علي أبناء أخيهم لو وزعت لقُسمت علي الأرض جميعا…
رأينا أُناس يعذبون الحيوان بأبشع أنواع التعذيب، انتشرت الجرائم في المجتمعات والسبب الأساسي يرجع في المقام الأول والأخير لقسوة القلوب النابع من البعد عن الله….
فكم يؤلمنا قسوة قلب كان لنا يوماً ما ملجأ و ملاذ.صرنا جميعا نتمني العيش في مدينة لا تعرف القصف لنعيش فيها فحتما أن قسوة القلوب هي أقصي أنواع القصف و الأوجاع….
ولو طرقت باب العلوم الذي أثبتت فيه خلاصة التجارب أن كل معدن صلب ينصهر و يذوب بالنار لعلِمَّ كل قاسي و متحجر القلب أن عاقبته ونهايته هي النار….
ولكن السؤال هنا ماذا نحن فاعلون مع ذو الطبع الغليظ أو من يملك قلباً قاسياً؟!
علينا أن ننتبه لعدة أمور عند التعامل مع صاحب القلب القاسي وهي:
الإنصات إلى حديث الشخص الغاضب وتَفهّم سبب غضبه.
أن أظهر ابتسامة رضا عند رؤية الشخص قاسي القلب، وأن أحاول تخطي الحواجز التي تفصلني عنه من خلال التحدث إليه و الابتسام في وجهه فإن للإبتسامة مفعول السحر.
أن اتخير الوقت المناسب للتحدث مع صاحب الشخصية العصبية، فإذا كان الزوج حاد الطباع أو كان المدير في العمل ممن يمتلكون صفات الشخصية القاسية لابد من تحين الوقت الملائم للتحدث إليه.
كما يجب عدم انتقاد الشخص القاسي أمام الآخرين، فإن التحدث إليه بعصبية أو إلقاء اللوم إليه أمام الأصدقاء يُزعجه و يشعره بالغضب.
علينا أن نتحين وقت العتاب، ونحاول استيعاب الموقف و تهدئته إذا أخطئ في حقنا، ثم التحدث إليه بنبرة صوت منخفضة فيما بعد.
يجب أن نختار الكلمات الإيجابية قبل النطق بها، فإذا دار نقاش حاد مع صديق ذو الشخصية القاسية علينا بتجنب توجيه العبارات المسيئة إليه التي قد تثير غضبه، ونحاول أن نستخدم عبارات مهذبة يسهل تقبلها، مما يهدئ من حدة الموقف بيننا.
كمل يجب أن نتحلّى بالحكمة في المواقف الصعبة، ونتوقف عن النقاش إن احتد الكلام ونحاول أن نُغير الموضوع.
وأخيراً نسأل الله لهم أن تلين جلودهم وقلوبهم إلي ذكر الله ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون…. عفانا الله واياكم من هذا المرض الخطير وهو قسوة القلوب.
قصص ذات الصلة
11 سبتمبر، 2024