

زمن العجب
آهٍ يا زمان العجب
انقلبت فيه الموازين
والقلب في
عطب
حتى تضاريس الكون
تغير شكلها
وانقلب
أصبح صيفنا شتاءً
وخريفنا أضحى
عجب
وأضحى الربيع لا
ينبت فيه إلا
الجدب
ومات في القلوب
طهرها وتغيرت
الحقب
واغتيلت عذرية
الهوى وصارت
كلماتٍ مُجَردة لها
نطرب
وتبدل الجمال بكل
زيفٍ يَدَّعي الحضارة
يا للعجب
وجَرَ الوفاءُ أذيال
الهزيمة
وانسحب
والأخلاص أسبَلَ
عينيه خجلاً والغى
الطلب
وترنح كأس الصدق
وسكر ثم
هرب
وأثملت النفوس
وبيعت الأخلاق
في سوق
الشغب
وتراقص الكذب
في مراقص
الطرب
وغنى النفاق في
المحافل مصفقاً له
الرياء والكل
شرب
وفاحت أزاهير
الإنحلال لتملأ
الطرقات وكثر
النَصَب
وصفق الجاهلون
لأعاصير الفجور
ودقت دفوف
الغضب
وبكى شرفاء
الشعوب
وانتحب
أين نحن من سواقي
العزِ لقد هُنّا وعز
العتب
وغضبت أرضنا وهاجت
بحارنا والموج
إعتلى ودمر
الصخب
وشمسنا بكت زمهريراً
والكون يصرخ
مزمجراً يود
الهرب
أيها الفساق تماديتم
في الانحطاط وغرقتم
بالوصَب
وخيولها الأصلية تبكي
وتنادي من يسرجها
للوغى فهي رهن
الطلب
وتعبت سيوف العُربِ
في اغمادها واشتكت
هجرها وكلها
عتب
وأناخت النخوة ركبها
على ابواب قلاع
الأجداد بكل
أدب
ألآ ليت العيون البواكي
تبكي دماً بدل
الكحل وتطويل
الهدب
وظفائر المجد الغابر
اجتثت من جذورها
فلم نعد نتغنى
بالنسب والحسب
*****
بقلمي. كوثر صالح. الأردن