أود
أودّ أن أكتب
أن ترحمني حروفي
التّي انتحرت على عتبات الشّفاه
أن ينطق هذا الصّمت
يفكّ قيد كلمات … يعتقها
ويجمع شتاتها
كلمات لطالما قبعت خلف الضّلوع
وانكسر صداها في ثناياها
وتخبّطت معانيها بين الشّرود
والإطراق المباح…وحتّى الممنوع
أودّ
أن أمشي أميالا
حيث النّبض الغير مسموع
أن أزور أزقّة الفؤاد الباردة
وأتلمّس صخوره الصّلدة
علّني أقرأ ما خُطّ عليها من أوجاع
وأقتلع آهات أضحت أشواكا
مغروسة في الوتين
وأُلزم جحافلا من الابتسامات
بأن تربض على شغافه
حتّى تنضب سيول الدّموع
فهو لطالما بكى…تأوّه
أرهقته الحياة…وأضناه البعاد
لا لومة للائم
غدا العتب عنه مرفوع
أودّ
أن أقلّب…أمزّق
جميع صفحات آلامي…أوصابي
بعد أن مثُل أمامها انكساري…هواني
وسنوات جافاها فيها الهجوع
وأبحث فيها جاهدة عن ركن
ألوذ به عساني أجد فيه ضالّتي
من هدوء…سكينة
وأعلن فيه تمام الخشوع
وأحتضن ذاك القلب المسكين
وأشيّد فيه
للأمان…للصّبر…للنّقاء
آلافا مؤلّفة من الدّروع
وأخبره عن مدى أسفي
وأقرّ تجاهه بذنبي
وأطلب منه الصّفح
وأعلن له تمسّكي به…تشبّثي
وأنّي لن أتخلّى…لن أهجر
لا أبغي سوى معه… وفيه
على الدّوام القبوع
وأشكر…وأثني على صمتي
بكبرياء…بأنفة
كيف عن الجميع أخفى …وكتم
شجن هذا الفؤاد
ليعلن أنّ هذا الأخير سيظلّ
دوما شامخا…أبيّا
حُذف من قاموسه
لفظ…عبارة خضوع.
*****
بقلم ريم منصّر