كتبت تهاني عناني
قال تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21).
وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)(صحيح ابن ماجه).
قصص الحب كثيره في التاريخ العربي والعالمي، ولكن أعظمها على الاطلاق، نجدها في السيرة النبويه، قصه حب نبينا صلى الله عليه وسلم للسيده خديجه رضي الله عنها، قال السلف الصالح انه حب استمر حتى بعد وفاتها، فالنبي صلى الله عليه وسلم، لم ينسى زوجته السيده خديجه أبداً.
👈 روى البخاري في صحيحه الموقف الذي حدث به غَيرة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- من السيدة خديجة -بنت خويلد-، فعن أم المؤمنين عائشة قالت(ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي يُكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يُقطّعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد).
👈 وفي معركة بدر فعن عائشة رضي الله عنها قالت(لما بعث أهل مكة في فداء أُسَرائِهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لها رِقَّةً شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فقالوا نعم) (صحيح أبي داود).
👈 ويوم فتح مكة فبعد أن حقق الله لنبيه النصر ودخل مكة عزيزاً قادراً، فلم يقبل بالبيات في بيت أحد، وإنما ذهب إلى جِوار قبر خديجة ونصب خيمة ليبيت فيها، ليكون مبيته بجوارها.
فهل يمكن للحب ان يستمر بعد الوفاه ب 14عاما، نعم لانه حب لم يسبقه علاقات حرام، ولان طاعة الله كانت هي الاصل في هذا البيت، كانت خديجه امرأه غنيه، فلما سمعت عن محمد بن عبدالله، عن صدقه، وأمانته، اعطته مالها، ليتاجر به، وارسلت معه غلامها ميسره، في رحله تجاريه الى الشام فعاد ميسره وحكى لها عن اخلاق لم يرها في احد من قبل، فرغبت بالزواج منه، وكانت توصف بأنها شديدة العفاف حتى إنها كانت تسمى بـ “الطاهرة”، فتزوجها -صلى الله عليه وسلم- وكان عمره خمساً وعشرين سنة، وعمرها أربعين سنة.
تزوج الرسول خديجه، لتبدا أجمل قصه حب عرفها التاريخ، بين زوجين، فلم يذكر التاريخ موقفا واحدا اختلف فيه النبي مع خديجه، او عاتبها فيه، اسباب كثيره وقفت وراء هذا الحب الذي استمر ربع قرن، فهي الوحيده التي انجبت له الولد، فاولاده وبناته كلهم من السيده خديجه، باستثناء ابنه ابراهيم، فهو من ماريه القبطيه. وأيضا هي التي واساته في حادثة نزول الوحي بكلماتها الشهيره (كلا ابشر فوالله لا يخزيك الله ابدا، انك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
كان النبي صلى الله عليه وسلم، شديد الوفاء للسيدة خديجة، و كان يقول عنها “إني رزقت حبها”. فأعظم قدوه لكل زوجين، هي قصه حب، نبينا للسيدة خديجه، فكن لها محمدا، تكن لك خديجه، وبالمثل.