![](https://wamadaat.com/wp-content/uploads/2023/02/FB_IMG_1675966311068.jpg?v=1675966505)
![](https://wamadaat.com/wp-content/uploads/2023/01/FB_IMG_1673788114606-1.jpg)
✦ أم سوسو ✦
قصة قصيرة
بقلم علاء عبدالرحيم
ولدت الطفلة سوسو جميلة جمالا يلفت الأنظار و رقة ملامح تدهش العيون، فينجذب إليها الجميع مبتسما مداعبا هذا الملاك الجميل.
و تكبر سوسو و يكبر و يزيد جمالها و يزيد انجذاب الجميع إليها مع تنبآتهم لها بحياة مميزة كجمالها المميز
و كانت أم سوسو حريصة على أن تربيها بأسلوب مختلف عما تربت هي عليه، و لكي تحميها من الناس و تعلمها أن لا تكون ضعيفة كما كانت تعاني أم سوسو من الاضطهاد طول حياتها من أبيها و أمها
و لذلك و ببراعة و إتقان وتفان و دأب و حماس أيضا و بلا ملل كانت دروس أم سوسو لإبتها كي تجعلها قوية لا يداس لها علة طرف تتلخص في:
⋆- سبي من يسبك و اضربي من يضربك.
⋆- ارفعي مستوى السباب إلى سب الدين و إلى أبشع الألفاظ.
⋆- العني أبيه و أمه و أبيها و أمها، كل من يحاول و تحاول أن تسيء إليكِ.
⋆- لا تنهزمي، و أصرخي بأعلى صوتك في وجه من يحاول أن ينتصر عليكِ.
⋆- كل الناس تغار منك لأنك جميلة و لهذا هاجمي ، سبي ، إلعني، أصرخي.
⋆- هكذا تكونين قوية و يحترمك الناس.
نفذت سوسو وصية الأم بعناية، و لم تترك أحدا من الجيران حتى لعنت أبو أسلافه و بصقت على وجهه لأبسط الأسباب.
و بالطبع كانت تنتصر سوسو أمام صمت الهاربين من سبابها و صراخها، و وجدت سوسو أن قوتها تزداد فتمادت فيما هي عليه.
و مع زيادة قوتها و زيادة عمرها، كبرت سوسو حتى وصلت لعمر يعد خطرًا أن تصله فتاة دون أن تحصل حتى على طلب زواج زواج واحد، و السبب معروف، فقد كانت سمعة سوسو تضرب الآفاق.
لم يأتي عريس، و من أخطأ و أتى بدون سؤال ، هرب بعد السؤال.
و ازداد عمر سوسو و لم تنخفض معه قدرتها على الشجار، و لم تتراجع أم سوسو في فكرتها عن إن لكي تحمي ابنتها يجب أن تجعلها شرسة سبابة لعانة.
و مرت السنين الطوال و تجاوزت سوسو الأربيعين من العمر إلى أن جاء عريس، مسن، أرمل، معه أولاد كبار، وتم الزواج لأنها الفرصة الاخيرة.
و سرعان ما تم الطلاق، حتى العجوز الشهواني لم تعجبة سوسو.
و عادت سوسو و معها طفل إلى غرفتها التي كانت قد تركتها في بيت أبيها، و إلى جيرانها الذين تربت معهم، و ألفوا الفاظها البذيئة، و لم تتخلى عن اسلوبها، و لم تتعلم درسا من الحياة كما تعلمت من دروس ماما.
و عاد الجيران يسمعون صوت سوسو و هي تسبب و تلعن و لكن كانت تلعن أمها هذه المرة، “ام سوسو” المعلم الأول لها و الذي تفوقت عليه.
كما طال الوالد أبو سوسو من السباب و اللعنات بإسم أمه و أبيه و بعض الصفعات احيانُا، إذا ما حاول أن ينقذ الأم أو يتدخل لمنع تلك المسخرة.
و لم تتجرع أم سوسو مرارة ما علمته لابنتها فحسب بل تجرع السم أيضا أشخاصا لم يكن لهم زنب ولا جريرة فيما فعلته الأم مع ابتها الجميلة سوسو، و منهم أبيها الشيخ المريض الذي عانى في أواخر أيامة و شارك في دفع ثمن لسلعة لم يشترك في صناعتها
إنها دروس الأم في قلة الأدب.
✦ علاء عبد الرحيم✦