عصفور فقد الحرية
بقلم عزة راضى
ـــــ❀꧁❀ عزة راضي ❀꧂❀ــــ
كان هناك عصفور إعتاد مع خيوط الفجر
أن يقف على شجرة بمقربة من شباك غرفتي
وبمنقاره الصغير ينقر تارة ليوقظني ، ويغرد تارة ليدخل السرور على قلبي بشدوه
واعتدت أنا على قربه ووجوده في نفس الموعد
كما اعتدت صوته الشجي في مسامعي ،
فقد كان له لحنه المميز وكان كثيرا ما يتغنى بالعديد من الألحان
كم كان صوته رائعا ؛ وحضوره أروع
كان مرفرف وغناؤه أنس الليالي
كان يطربني بأعذب الأنغام والهمسات
كانت تتراقص له أفرع الأشجار حين يركن إليها ،
وتسكن وتهدأ حين يرفرف ، ويراقصه النسيم … فيشدو
تعلم البناء قشة وراء قشة ، لكى يكتمل عشه الصغير
سعيا لحياة أفضل
أتعبه السعي ورغم الارهاق كان يزداد قوة وصبرا ،
ورغم صعوبة التحليق بين الضباب والصعاب
داوم على نغمات نشيده ،
ولم ينقطع يوما عن الزقزقة والغناء
كان دائما يأتيني فجرا ومع الغروب
ويوما ما ومع خيوط الفجر تبدلت الأصوات
وأصبح أوضحها صوت آلات القطع
تقطع الأشجار وتتساقط الفروع
ليتهم تخلوا عن الأنانية …..
فالحياة حق مشروع لكل الكائنات …
لكنها قسوة القلوب ،
وأنانية الأولويات
إنها لا مبالة مفرطة ..
ليتهم ما اجتثوا الأشجار وهدموا العش
ليتهم ما أفقدوك أمانك
ليتهم منحوك بعض الحرية لتظل حر تتنقل بين الأشجار
ليتهم ما كتموا الأنغام في صدرك
لم يغرد العصفور ..
صمت وصمت ..
حتى خلته تقطعت أحبال صوته
ذبحوا الأشجار ، وترامت أفرعها على الطريق ،
وحين سقطت الأفرع ، وتهدم العش ، وماتت الصغار
….ــ ــ ـ….
طار العصفور محلقا بالسماء
ـــــ❀꧁❀ عزة راضي ❀꧂❀ــــ