✦ أم ميجيل ✦
قصة قصيرة
بقلم علاء عبدالرحيم
أدمنت أم ميجيل على تعاطي المخدرات، رغم أن حالها لم يكن ميسورا،
و أصبحت تعاني من عدم القدرة على دفع ثمن المخدرات بعد أن باعت كل ما تمتلك لتحصل على ثمن الجرعات التي تحتاجها،
مما دفعها إلى أن تلجأ للعمل كديلر (موزع) مخدرات لكي توفر المال اللازم لتحصل على الجرعة اليومية التي كانت تزداد مع مرور الأيام،
و بالطبع تم القبض عليها أثناء توزيعها للمخدرات و أودعت سجن مدينة ساو باولو،
و اخذت السلطات الطفل ميجيل ذو الخمسة أعوام لتودعه دارا للأيتام.
ظل ميجيل في الدار حتى بلغ السابعة، فلم تكن هناك أسرة من الأسر الراغبة في تبني طفل في أخذه خوفا من كون أمه مدمنة و تاجرة مخدرات،
إلى أن قبلت إحدى الأسر أخذ الطفل رغبة في إعطاءه حياة أفضل عسى أن ينفعهم و ينفع مجتمعه،
ظل ميجيل مدة ثلاث أعوام مع تلك الاسرة الميسورة، يعيش حياة كريمة، يتابع الدراسة، يأكل طعاما جيدا، يتعلم آداب التعامل، و يمارس رياضة كرة القدم.
و مرت الأيام، لتخرج أم ميجيل من السجن بعد انتهاء مدة العقوبة و لتبحث عن ابنها الذي اشتاقت إليه كالأم الحنون الرؤوم.
ذهبت إلى الملجأ حيث كان الطفل نزيلا، و طلبت عودة ابنها إليها، و انهمرت دموعها أمام مديرة الملجأ كي ترحم قلب أم انفطر على غياب ابنها.
اتصلت مديرة الملجأ بالاسرة التي تبنت الطفل ميجيل، و شرحت لهم الموقف، و بعد قليل من المفاوضات قبلت الأسرة التخلي عن الطفل ليعود للأم المسكينة رحمة بقلبها المنفطر.
و بقليل من الإجراءات القانونية تم إلغاء التبني و عاد ميجيل لحضن أمه.
كانت تلك الأسرة تحاول أن تتابع أخبار الطفل ميجيل، إلى أن نشرت إحدى الجرائد تفاصيل محاولة أربعة أطفال سرقة محطة وقود بالإكراه.
و تحت تهديد الأطفال الأربعة لموظف المحطة بالسلاح، قام الموظف بإطلاق خرطوم البنزين على الأطفال في محاولة أن ينجو بحياته و ربما يتفادى عملية السرقة.
غرق جسد ميجيل بالبنزين و على أثر إطلاق أحد الأطفال لعيار ناري اشتعلت المحطة و معها اشتعل جسد ميجيل بالنار لتنتهي حياة الطفل متفحما
من أجل مخدرات ماما
✦ علاء عبدالرجيم ✦