كتب \ طارق ابراهيم شويمى
– إن كل مرحلة فى حياة الانسان ماهى إلا أساس للمرحلة التى تليها , وإذا لم تتم تربية الإنسان تربية صحيحة فى طفولتة سوف ينشأ شابا غير سويا سلبيا ليس له تأثيرا فى الحياة , ولذلك وجب على كل إنسان أن يتعرف على الأسس التى يربى عليها أبناءه .
• الأساس الأول : الأسـاس العـقـائدى .
بداية لابد أن يعرف كل إنسان ما معنى كلمة عقيدة وما المراد منها فتعريف العقيدة :
• لـغـة ــــــــــــ من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقداً، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله: ” لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يأخذكم بما عقدتم الأيمان ” المائدة 89
• اصطلاحا ـــــــ العقيدة في الاصطلاح العام: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك. أي: الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقاً للواقع، لا يقبل شكاً ولا ظنا؛ فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة.
– وهو الايمان بالله عز وجل واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ويكون كل هذا فى محتوى واحد وهو الايمان بالله عز وجل . ولابد من أن يكون هذا هو الأساس الأول الذى يبنى عليه تربية المسلم وتكوين شخصية المسلم الدينية فإذا صح هذا الأساس أصبح البناء عليه سهلا .
وعندما أراد لقمان الحكيم أن ينصح ابنه فأول ما قال له توحيد الله عز وجل وتنزيهه عن الشرك قال تعالى ” يا بنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم . ” لقمان 13 , فالإيمان بالله عز وجل وأنه هو الخالق وإليه الرجوع , وأن الله هو الميسر والمدبر لهذا الكون يجعل الانسان يميل الى طاعة هذا الرب والخضوع له .
– والإيمان الكامل بأركانه السته له أثار تربوية عظيمة فى حياة الفرد والمجتمع فهو الذى يهيئ النفس الإنسانية دائما للرضا والامن وللعمل الجاد المستمر .
• ومما سبق أرى أن الأصل الأول الذى يربى الأباء أبنائهم عليه هو ترسيخ عقيدة التوحيد فى نفوسهم فى المراحل الأولى من أعمارهم , وبهذا الأساس يصل النشئ إلى بناء قوى وراسخ يستطيع أن ينتقل بعده المربى إلى أساس اخر بسهولة ويسر .