بقلم الأديبة والشاعرة / هنا السباعي
اللوحة الإبداعية سر من أسرار الحياة …
فكم من مرات نتواجد بأماكن جديدة ، وبمجرد أن نري لوحة يجذبنا إليها شئ ما ..
نري أنفسنا كالذي تعلقت عيناه نصب تلك اللوحة فنستغرق بأسارير تفاصيلها كما لو كانت دوامة تسحب من إحساسنا ونظراتنا
انتباة غير مقصود. ، ولم نفهم لماذا يترك في نفسنا أثرا ،
قد يصل الأمر في بعض الأحيان أن رواد المعارض التشكيلية حين زيارتهم لهذه المعارض قد تتشبث نفوسهم بلوحة بعينها دون غيرها ،
وتجعل في قرارهم إصرار على إقتناء هذه اللوحة مهما بلغت من قيمة مادية مرتفعة ..
حتي أن هناك بعض الأشخاص يتهمونهم بالسفه أو الجنون ..
ولكن هم في حقيقة الأمر يمتلكون روحا شفيفة قد تستطيع قراءة اللوحة بإحساس يصل الي حد الأنفاس التي مرت عليها حين رسمها الفنان ونحت كل خطوطها ..
اللوحة جزء من روح الفنان يترك فيها عبق مكنون شعوره يجعلها كالكنانة يحفظ فيها إلهام لحظي دفين كحالة هيام ورؤية بصيرية بحتة
قد تكون قد ترآءت له خلال لحظات غاب فيها عن الوجود والمحيط الفعلي فأخذ يتجول في حنايا مدارتها ..
صار حينها يسمع أنغام من عالم آخر ، ويري بعينه الثالثة مالا ترون بل ما لا يمكن أن يرونه الآخرين..
روح الفنان هي وجهه نظر لا دنية يسرد من خلالها الفكر الفردي ويتجرد فيها من منطقية كل ملموس مادي قريب ..
هذه الروح تسكن أسارير أدق التفاصيل التي تخلقت بفعل الفرشاة والألوان فتهيمن علي أعين المتلقي حتي تكاد أن تتلبس كيانه وتتشبع بها روحه ،
فيري نفسه تعلقت بها دون أن يملك السيطرة علي وجدانه ، كما الذي وقع في عشق آثر ..
ولذلك فإن اللوحة سر من أسرار الحياة .
فكلما يحيا الفنان بعالمه الإبداعي الخاص ،… كلما كان تأثير إبداعه علي المتلقي كالسحر .
بقلم الأديبة والشاعرة / هنا السباع