

– الغيـــــــــــــــرة –
إنهم حولنا ربما لا نتعرف على ما يجول بقلوبهم فهم حريصون على إخفاء صورهم الحقيقة، وإظهار صور مختلفة.
الغيــــــــرة (أو الحقد أو الحسد كيفما تشاء ان تسميها) هي شعور إنساني نفسي كريه
وهو شعور متوفر لدى الرجال والنساء على حد سواء، من شخص ما تجاه شخص آخر لميزة يمتلكها، ربما نجاح أو ثروة – ذكاء أو علم، وربما الهيئة والمظهر.. إلخ،
مما يدفع ذلك الغيور (أو الحاسد أو الحاقد) إلى الرغبة في تمني زوال الميزة أو تحطيمها كأنه رغبة في الانتقام،
وهو شعور لا إرادي نتج عن تدني الذات عند شخصية ما وشعورها بالضآلة والضعة أمام شخصية أخرى يُظن أن لديها مميزات فتشعر تلك النفس الضعيفة بالغيرة أو الحقد أو الحسد لعدم القدرة على محاكاة تلك الشخصية (المميزة) فيما هي عليه من تميز أو نعيم وما إلى ذلك، ثم الفشل أمامها مما يحفز على الانتقام والذي قد يصبح أسلوبًا في التعامل من الحاقد نحو المحقود عليه ورغبته في تدمير أسباب التميز عنده،
وقد تصل درجة المرض عند الحقود او الغيور إلى أن يتدخل لنصب كمين أو ترتيب مصيبة للمحسود، او تسهيل وقوع المصيبة عليه.
وقد تتطور النتائج بقصد أو بدون إلى وقوع جريمة ربما ينتهي على أثرها حياة أو خراب بيت.
وغالبُا لا تمنع الغيرة استمرار العلاقة بين الحاقد و المحقود عليه، مع محاولة إخفاء الكراهية وإظهار الإخلاص، إلى أن تحين اللحظة المناسبة للانتقام
ولكنه ينكشف بسرعة حيث أنه لا يستطيع إخفاء علامات الشماتة عندما يصيب المحسود أذى ما.
كما ان الشماتة والتي تعني الاستمتاع بمصيبة وقعت على المحقود عليه والتي يمكن فهمها على أنها نتيجة للغيرة، فإننا نرى تلك الشماتة واضحة في عيون الحاقد مستمتعا بمصيبة وقعت على من يغار منه.
ولقد صور الكاتب وليم شكسبير عام 1622هذه الغيرة ورسمها رسما دقيقا في شخصية ياجو في رواية عطيل، وهو الذي كان في الظاهر أقرب وأخلص الناس لعطيل لكنه حطم كل من حوله بسبب تلك النار التي اشتعلت في قلبه.
فربما يجالسك من يكرهك
✦ علاء عبد الرحيم ✦
موقع ومضات