🌺  الْفَتَاةُ وَ الْبَحْر  🌺

بقلم:  ﴿ن.و.كاهينة/الجزائر ﴾

كُنْتُ أَتَمَشَّى بِجَانِبِ الْبَحْرِ كَكُلِّ مَسَاءٍ
لِلْإِسْتِمْتَاعِ بِمَنْظَّرِهِ الْجَمِيِل
وَأَنَا أُهَيِّئُ نَفْسِي لِلْجُلُوْسِ فَوْقَ الرِّمَالِ
عَلَى حَافَةِ البَحْرِ سَمِعْتُ ، صَوْتٌ يَتَحَدَّثُ مَعِي!
إَلْتَفَتُ يَمِيْنًا وَشَمَاْلاً ، لَمْ أَجِدْ شَخْصٌ يُوَجِه
حَدِيْثَهُ لِي ، تَجَاهَلْتُ الأَمْر
مَا هَذَاْ ؟ هَاْ ه‍ُوَ مَرَّةٌ أُخْرَىْ أَسْمَعُهُ
مَاْهَذَاْ ؟يَاإِلَهِي!!
الْبَحْرُ يَتَكَلَّمْ ! لَاْ أَكِيْد أَنَاْ أَتَخَيَّل …
لَا صَحِيْح مَا سَمِعْتُهُ أُذُنَاي ، كَانْنَ الْبَحْرُ ، أَجَل هُوَ يَسْأَلُنِي مُعَاتِبًا :
مَاْالْذِّيْ جَاْءَ بِكِ إِلَيَّ ، مَاذَا تُرِيْدِيْنَ أَنْتِ أِيْضًا مِنِيْ ؟
أَلَاْ يَكْفِي كُلُّ هِؤِلَاءِ الْذِّيْنِ يُزْعِجُوْنَ
رَاْحَتِي وَيُقْلِقُوْنَ نَوْمِيْ ، وَيُشِتِتُوْنَ أَفْكَاْرِيْ…
تَجَمَدّْتُ مَكَانِي وَأَنَا لَاْ أُصَدِقُ مَا يَحْدُث !!
هَلْ أَنَاْ فِيْ حُلْم ؟ أَمْ رُبَّمَا أَنَا أُهَلْوِسْ ؟لَاْ لَاْ أَكِيْد أنا مُتْعَبَة مِن دَوَاْم الْنَّهَار …، نَعَمْ هَذَا هُوَ ، لِذَا أَفْكَاْرِيْ مُشَتَتَةٌ ، حَسَن سَأُبَلِلُ وَجْهِي بِالْمَاء لِكَي أَسَتَفِيْق مِنْ غَيْبُوبَتِي هَاْتِهِ الْتِي أَثَرَتْ عَلَيَّ.
مَاْ هَذَاْ ؟! لَكِن ذَلِكَ الْصَوْتُ لَمْ يَخْتَفِي مَزِلْتُ أَسْمَعُهُ
اسْتَجْمَعْتُ قِوَايَ وَأَجَبْتُهُ ، مَاذَا تُرِيْدِيْنَ مِنِي مَاْ هُوَ الْخَطَأ الْذِّيْ ارْتَكَبْتُهُ؟
أَتَيْتُ فَقَطْ لِأَرْتَاح وَأَسْتَنْشِقُ بَعْضَّ الْهَوَاء الْنَّقِي
وَ أَغُوْصُ بِأَفْكَاْرِيْ بِالْنَظَّرِ إلْيْكَ لِتَأْخُذَنِي زُرْقَة لَوْنِكَ بَعِيْدًا ، وَأَمْوَاجُكَ الْمُتَمَايِلِة وَالْهَائِجَة أَحْيَانًا
إِلَى عَاْلَمٍ غَيْرَ عَاْلَمِيْ
أَجَابَنِي: وَأَنَا مَاذَنْبِيْ أَيْضًا لِتَرْمُوْا عَلَيَّ قَاذُوْرَاتِكِمْ
وَ تُزْعِجُوْنِيْ بِأَصْوَاْتِكُمْ وَ أَصْوَاْتِ أَوْلَاْدِكُمْ وَتُشَوِهُوْنَ جَمَاْلَ تَلاْطُم أَمْوَاجِيْ ، لِدَرَجَةِ الْغَضَب وَتُجْبِرُوْنَنِيْ عَلَىْ سَحْقِكُمْ ، وَرَمْيكُمْ خَارِجَ الْدِيَاْرِ
مَاْ ذَنْبِيْ أَنَاْ ؟
أَجَبْتُهُ: هَذَاْ عَمَلُكَ وَوَاْجِبُكَ، مِنْ حَقِنَا الْسِّبَاحَة وَالْتَسّْلِيَة فَي مَاْءِكَ الْمَاْلِح ، الْذِّيْ يُشْفِيْ الْمَرِيْض
كَمَا نَتَحَصَّل عَلَى اسْمِرَارِ الْبَشَرَة الْجَمِيْلَة …قَاْطَعَ كَلاَمِيْ مُعَاتِبًا
قَائِلاً: وَأَنْتُمْ عَلِيْكُمْ أَنْ تَحْتَرِمُوْنِي هُنَاْكَ أَوْقَاتٌ لِكُلِّ شَيْئٍ
مَثَلاً الْسِّبَاْحَة بِانْتِظَاْم ، لِمَا تَسّْبَحُوْنَ وَأَنَا غَاْضِّبٌ ، هَاْئِجٌ وَتَحْدُثُ الْكَواْرِث، لِمَاْ لَاْ تُحَاْفِظُونَ عَلَى نَظَافَتِيْ ، كَمَا وَجَدْتُمُوْنِيْ نَقِيًا تَتْرُكُوْنَنِيْ نَظيْفًا
أَجَبْتُهُ: مَاْ ذَنْبِيْ أَنَاْ ؟لِمَاْ لَاْ تُخْبِرُهُمْ أَنْتَ وَتَنْقُل ْانْشِغالَكَ إِلَيْهِمْ …
أَجَابَنِي:أَنْتِ أَلَسْتِ مِنْهُمْ وَمِثْلَهُمْ أَنْتِ بَشَرٌ أَمْ أَنَا الَّذِي لَاْ يَرَىْ جَيِّداً؟
أَجَبْتُهُ: طَبْعًا أَكِيْد أَنَاْ مِنَ البَشَر
أَجَابَنِي: هَيَا إِذَنْ قُوْلِيْ لَهُمْ مَا أَخَبَرتُكِ لِتَجِدُوْا رَاْحَتِكُم وَأَجِدُ سَعَادَتِي
اِبْتَسَمَ لِيْ وَوَدَعَنِي ، فَجْأَةً اِخْتَفَىْ صَوْتَهُ ، لَمْ أَتَمَكْن مِنْ سَمَاع هَمْسه لِي
سُؤَالِي هَل يَاتُرَى مَاْ سَمِعْتُهُ حَقِيْقَةّ أَمْ خَيَاْلٌ ، هَلْ أُخْبِرُ صَدِيْقَاتِي أَمْ سَيَسْخَرْنَ مِنِّي وَيَصِفْنَنِي بِالْمَجْنُوْنَة أَنَا فِي حِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِي يِاإِلَهِي …
بقلمي﴿ن.و.كاهينة/الجزائر ﴾

انشر على الفيس بوك

انشر على تويتر

عن الكاتب

wamadaat

See author's posts