

” البرستيج ”
أو حب الظهور والاهتمام بالمظاهر
ظاهرة اجتماعية انتشرت في المجتمع بالآونة الأخيرة ..
– ما تعريفها :-
– وما أسباب ظهورها :-
موضوع مقالنا اليوم..
لنكشف زيفها ومدى خطورتها على حياتنا اليومية..
إعداد المقال..
الباحثة الاجتماعية في قضايا المرأة والمجتمع
رئيسة سفراء الشعر العربي
في سوريا
الإعلامية
د.سراب الشاطر
———————–
حب الظهور أو الاهتمام بالمظاهر ظاهرة انتشرت في بعض المجتمعات التي تعتبر البرستيج الشغل الشاغل للكثير من أفرادها وحب المظاهر له معايير يفرضها الإنسان على نفسه وتدل على قصور في ذاته يغطيها بالبرستيج ..ومن الصعب تصور مجتمع طموح أفراده إبهار الآخرين بمظهرهم وليس في فكرهم القفز بالمجتمع الإنساني من خلال مشروع حضاري أو ماشابه بل ينخرطون في التفكير بموضوع المظاهر الذي يسلبهم المال والرقي الفكري ..
وعلى سبيل المثال لمظاهر البرستيج الزائفة..
سيده تهتم بأصغر التفاصيل إلى أكبرها حباً بالظهور الذي يشكل لها هوساً كبيراً فتلجأ لعمليات التجميل التي لاتحتاج لها فقط لأنها تعتبرها مكملة لحسن ظهورها وتقبل المجتمع لها أكثر من النساء اللواتي لاتجري عمليات التجميل. لذا سجلت هذه العمليات رواجاً واسعاً في عالمنا العربي خلال العقود الثلاثة الأخيرة
وبعض المجتمعات تعاني من مشكلة حب المظاهر والتميز من خلال أفردها الذين يميلون إلى الكذب فيما يتعلق بلباسهم وأغراضهم الشخصية ويتحدثون أمام الجميع عن ماركة ساعاتهم أو معاطفهم وأنهم لايشترون إلا من متجر معين ولا يرتادون إلا أماكن ومطاعم معينة للمفاخرة فقط ..
ونرى الكثيرات ايضاً من النساء لاتخرج من بيتها دون مساحيق التجميل التي تعبيرها مكملاً أساسياً لإخفاء التعب والإرهاق وتجعلها تبدو ببشرة رقيقة الملمس وأكثر نضارة..ومنهم من تقيدهم الأفكار لأنهم مصابين بمتلازمة أزمة حب المظاهر أو “البرستيج” كما يسمونه
فهناك شاب يمتلك مؤهلات تجعله ليكون زوجاً صالحاً لكنه ليس بنفس المستوى المادي والطبقي للفتاة هنا سنلاحظ بأن الفتاة حرمت من الاقتران به فقط لعدم التجانس الطبقي ..
كما يؤدي البرستيج الى غفوة عن الأبجديات الإنسانية في الحياة فهو يجعل الأولاد والأحفاد غير مندمجين بشكل تام ضمن المجتمع بسبب الفوارق الطبقية وحياتهم المخملية ذات الريادة والسيادة وباقي الطبقات لاتشكل لهم أي أهمية فهم ينظرون لها بدونيه ولا يتواصلون معها لأنها لاتتناسب مع حياتهم واهتمامهم..
وبكل بساطة نستطيع تعريف البرستيج بأنه عدم المصالحة مع الذات وحب المظاهر التي نركض وراءها لإرضاء فكر الناس وعدم تصرفنا على طبيعتنا
وبالتأكيد للبرستيج أسباب أدت إلى وجوده في هذه المجتمعات ومن أهمها ..
الشعور بالنقص وضعف الثقه بالنفس ومحاولة تعويض الفراغ الداخلي بالمبالغة بتلك المظاهر الخارجية لإثبات ذاتهم والتميز عن الآخرين الذين الذين ليس لديهم القدرة على امتلاك تلك الأشياء الباهظة الثمن .وأيضاً الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تؤثر تأثيراً كبيراً بالناس وبتوجيه اهتماماتهم لعدم القناعة بالأمور البسيطة كما أن نتائج الدرسات أثبت بأن التفاخر يعيد التوازان ويعيد الثقه بالنفس فنرى الأطفال يمشون وراء شيء فارغ وسطحي والفتيات تشتري أدوات التجميل وتميل إلى شراء العطور والأحذية والحقائب من الماركات المميزة متناسية أنها من تعطي روحاً للمكان بلمستها الأنثوية وحديثها الراقي وليس بالعطر الفاخر أو بملابسها الباهظة الثمن ..وللأسف نجد بأن محبين المظاهر يعيشون في قلق وتوتر فهم يضطرون أحياناً لإرتكاب جرائم الاختلاس والسرقه لمجارة تلك المظاهر الكاذبة التي تعتبر هاجساً عندهم ..
لذا واختصاراً لما سبق اسمحوا لي أحبتي بأن أقول
” نفسك كما هي أثمن من أي شيء مادي..
وعلى الإنسان أن يعود إلى نفسه وطبيعته البشريه التي أرهقتها المظاهر وسط الانفتاح والضغوط التي نعيشها وعلينا أن نعي بأن الثقافة والأخلاق والبساطة هي التي ترفع الأشياء الماديه وتعطيها قيمة..
والجمال الفطري هو الأهم لأنه جمال دائم وهناك دائماً من يلجأ إلى تقيد الروح بقوانين زائفة لإرضاء غرور ظننا أنه الجمال الذي يوصلنا للكمال ويعتبر بأن البرستيج شكلاً لتميزنا عن الآخرين”
*****
بقلم الشاعرة السورية
الإعلامية د. سراب الشاطر