قراءة تحليلية بقلم الأستاذة ملك أول
لمتلازمة الأديب السوري عاصم خليل
العلم هو من المواد الفكرية التي تتغذى بها شجرة العقل وسبيلنا القديم المتجدد له هو المعلم
هذا الشلال المنهمر من العطاء، ممتلئ كبرياء وكرامة بالعلم، وهو ملجأ للنفوس المتعطشة للعلم والتكنولوجيا.
هدايةٌ
لأنّ المعلمَ جذوةٌ.. تنطفئُ على يديهِ الفتَنُ.
نبدأ بالعنونة المرشدة (هداية)
للأديب المبدع…. خمسة حروف تملك من المعاني المضاءة الملايين تجعلنا نمكث لنتمعن ونسترشد،
الكاتب اختار عنوانًا لمتلازمته بحر مليء بالدرر والجواهر لا يحظى بها إلا الغواص القادر المضحي فجمالية المتلازمة بعنوانها اللافت.
قال الله تعالى:
الضحى٧ (..ووجدك ضالا فهدى…)
الهداية: طريق الصواب من حسن الله وتوفيقه.
إلى ماذا سيوصلنا الأديب بهذا العنوان اللافت، النكرة، غير الفاضح ، الذي يفيد العموم وهو عتبة النص التلازمي ،لدلالة الوصول للمطلوب.
ابتداء ب(السبب) لأن المعلم جذوة
لأن استهلالية واجبة في المتلازمة تعليلية مع حرف التوكيد وما يتصل بها من كاف وياء و….
شبه المعلم بالجمرة المتوهجة الملتهبة بالعلم والمعرفة الهادرة الجارفة لبنية الكسل والخمول، المتغلغلة بمجاري شرايين الأدمغة لفك شيفرة الجهل
قال الله تعالى:
…لعلي آتيكم منها بقبس أو جذوة من النار لعلكم تصطلون (القصص٢٩)
جاء العلم إلى الحياة هبة من الله لنتفكر بهذا الكون الغريب والعجيب ولنتمحص بالوجود للوصول إلى المعرفة والتفنن بمكنوناتها.
انتهينا من العنوان المفرد النكرة ودخلنا بالسبب لنخرج منه ب(نقطتين متلاصقتين) الدالتين على الاستمرارية بين الفقرتين
لندخل بعد تنفس حرف (لنتيجة) المتلازمة القائلة
.. تنطفئ على يديه الفتَن.
انطفاء: يقصد هنا خمود أو خفوت
فعلى بيادر التعلم نقطف ورود الثقافة والانفتاح لطرد الجهل بكل أشكاله ونجعل باتصالنا الدائم لذات المعلم
زوالًا لكل الشدائد ومنغصات الحياة؛ فعلى يديه تنصهر العجائب لخبرته وتفهمه لجودة العلائق العلمية والإنسانية:
(كاد المعلم أن يكون رسولا)
فَتَّنَ (فعل: ثلاثي مزيد بحرف).
فَتَّنَ، النَّاسَ بِأَعْمَالِهِ : أَوْقَعَهُمْ فِي الْفِتْنَةِ.
فالتغيرات الموجبة تأتي من وعيه الذي ينتج عنه التقدم فالازدهار،
قال الله تعالى في سورة التوبة١٢٦:
(أولا يرون إنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين…)
لا غنى لنا عن المعلم فهو الذي يوقظ فينا القوافي فنندفع بالأحبار نشدو كالهزار ونقسم على حبه واحترامه حتى الممات.
فالتعلم متعة، والمعلم منعة، وشبهه بالجذوة، فتنحت الفتنة بقلم عاصم لتصبح متلازمة ذات رفعة.
نهاية المتلازمة(.)نقطة هي من علامات الترقيم المستحدثة في الكتابة وتوضع بعد انتهاء المعنى، وفي نهاية الجملة، وهي لا غنى عنها من قواعد المتلازمة.
…أخيرًا
حقيقة بلاغية بمجيء السبب إيجابيًا والشق الثاني إيجابي متلازمة تخلت عن المفارقة وعن الدهشة الصادمة احتفظت بالجمالية ،
والقيمة الأدبية وسلامة الألفاظ وعمق الكلمات رسمت المبنى بساحرية؛ والمعنى نشطت به المضمرات الثقافية القابعة خلف المتلازمة.
الأديب عاصم له طبيعة رمزية تحرك الأدمغة بنتاج ثقافي فمتلازمته نحوية لها دلالة صحيحة،حاملة بمضمونها الأدب
من القلب تحية لأديبنا القدير الأستاذ عاصم خليل.
الأديبة السورية
ملك أول( أم شهد)