*أضغاث شاعر *
بقلم ااشاعر العراقي فلاح السوداني
أزور الحديقة باكرا
أطعم الورد قبلتين
و العصافير ضحكة بيضاء
كالشمس
و أنشر على حبل الصباح صوت فيروز
ندياً كأطفال المطر
ثم أمر من سور المقبرة
محمولاً على كتف الطريق كحزمة حطب ناشفة
و الموتى يشيرون إلي من تحت السدرة
بسورة الفاتحة
مع الظهيرة أدخل المسجد بعكازي الأيمن
متعباً من الإثم و الدعاء و الخوف
أختار كرسيا مناسباً لخلفيتي
في الصف الأخير
مع أخوتي النصابين
أقوس يدي كسلة قش فارغة
و أشحذ الأجر
ثم أعرج في المساء ناحية المقهى
أقضي ثلاث ساعات يومياً
في اعترافات سرية أمام هؤلاء المدمنين على النسيان
أقول للدخان : من أنت !
فيجيب : أنت ..
و حين أعود إلى البيتِ
أشعل العتمة في ممرات وجهي
أنثر حصالة قلبي في كف الضوء الممسوخ
طافحة برسائل الحب الباهتة
كأوراق نقدية مزورة
أسكت قليلاً
أسد عيني في وجه الأحداث اليومية
أضع رأسي في مكان آمن
بعيداً عن متناول الأخبار العاجلة
و ذئاب السياسة الضالة
أطفئ جسدي كاملاً
أدعو امرأة من ضوء إلى سرير جسدي
فاتحاً قميصها كتاب شعر
راشفاً عينيها كفنجاني قهوة ( سادة )
و أقرأ أحلامي القادمة
آخر اليوم
أغلق علي باب الليل
و أقول لظلي المعلق على مشجب الصمت
أنا نمت يا صديقي
يرد هناك من الزاوية الأخرى
و أنا كذلك
*****
أضغاث شاعر _بقلم الشاعر فلاح السوداني