*دموع ممزقة *
محاورة شعرية بقلم الشاعر السوري عبد الله محمد الحسن
قالت
أنت معي
أين ما كنت أنا
وأين ماسأكون
فأنت أنا
وأنا أنت
وكلانا في بعض نكون
فقلت
أنت في حبر قلمي
وفي وجع ألمي
وفي الأوراق
والأحداق
والعيون
أنت في بياض صفحاتي
لغة لو ترجمت
لتحول العالم الى جنون
فقالت
أنت معي
في حالاتي كلها
فمرة أرسمك إبتسامة
ومرة
أبكيك شجون
ياوجعي
وياوجع أدمعي
حين تذرفها العيون
قلت أنا شاعر صغيرتي
الحروف على لساني لو انسابت
لوقعت معجزات
وصوفي
أصلي آلاف الركعات
وأرتل أجمل ترتيل
كل السور والآيات
وحياءا
أطرق رأسي
إذا مشيت في الطرقات
ولكن
ماإن لمحت طرفك يرمقني
حتى يضج القلب بالصرخات
فقالت ..هي معي
حتى نحلق فوق أجنحة الريح
نرسم في الظلام
أحر قبلاتنا
ثم نمسحها
تحت أنوار المصابيح
نرفض
كل العادات والتقاليد
ونكسر كل الحواجز
مابين الأحرار والعبيد
ونحرق الحب بين أجفان
كل المتقوقعين والمتسربلين
بأوهام الماضي القبيح
هي معي
نتسابق فوق بياض الثلج
نحتسي نبيذ أشواقنا
ونجمع دموع أحداقنا
في مهب الريح
قلت …تعالي معي
لنعيش الحب
قبل مرحلة الخطر
نحول البحر الى محيط
والمحيط الى منحدر
نتلاعب بالغيوم كما يحلو لنا
ونغتسل سوية
تحت حبات المطر
فقالت …سنعيش الحب
قبل مرحلة الخطر
نعشق العشق بلا إستئذان
وننبش الشوق
إذا مااندثر
نتسكع كالمجاذيب
ونحرق أنفسنا عشقا
فوق شموع السهر
قلت … ليتك تعلمين
يامن تحملين
بيروت في عينيك
وقلبي الباكي بين يديك
فكم
حبست حرماني دموعا
حتى تساقطت كالجمر من مقلتيك
سأنزف
من رحم البؤساء والتعساء
بحور من الدماء
حتى أطهر بها طهر قدميك
هل تعلمين بأنك
طعم التبغ في سيجارتي
وألم الجرح في عبارتي
فكيف السبيل
يامن أسرت
شريدا بين عطفيك
فقالت … والله قد بكيتك سيدي
وإني لأعلم بأنك تبكيني
إن كنت حرفا
فهو من دواويني
وإن كنت جرحا
فاعلم بأن نزفه فيني
فقلت إن كنت نزفا
فأنا من سيوقف هذا النزفا
وسأسطرحبك كلمات
وأرسم شوقك حرفا حرفا
فعينيك
أفضل وطن لشريد مثلي
وقلبك لقلبي أجمل منفى
*****
بيروت ٢٠١٧/٢/١٢
بقلم عبدالله محمد الحسن
من ديوان رسائل الليل