*أشكو إلى طلل *
لمَّا أناخَت قربَ الدارِ راحلتي
من عيني فاضَت كالسيلِ دمعاتي
وقفتُ بالبابِ الموصود أشكو لها
وأتعبتني عندَ البابِ أنَّاتي
كلُّ الدوارسِ تحكي عن مآثرِها
أنْ ها هنا كانت أغلى حبيباتي
تركتُ خدِّي للجدارِ يحضنُهُ
شربتُ من دمعي مرَّاً بكاساتي
لو أن الأيامَ أنصفَت يوماً
إلى السماءِ حكيتُ عن معاناتي
مكسورُ القلبِ لا حزنٌ ولا فرحٌ
مضنىً أنا ويزيدُ الشوقُ آهاتي
لو كان لي في أقداري يدٌ طولى
صنعتُ فرحتًنا ، طابتْ جروحاتي
إني أداري أحزاني وأكتمها
أخفي عن الناسِ أيامي الحزيناتِ
تنامُ عيني على دوارسٍ طللٍ
هل للأطلال شأنٌ في مواساتي ؟
يجري بشرياني دمٌ يؤرِّقني
ومن لظى النارِ داويتُ احتراقاتي
حاشا لله أنَّ الدَّهرَ بل أنتِ
قتلتِ عمداً أحلامي الجميلاتِ
تركتُ بالباب احداقاً نازفةً
وتهتُ عن بابي وعن مسرَّاتي
واحسرتاه !! أغاب الحسنُ عن نظري ؟
وغابَ حِسِّي وانبحَّت نداءاتي
بقيتُ عندكِ أشكو همِّي حجرٌ
ولم يُجبني سوى أصداءُ مأساتي
- *****
أنور مغنية 07 04 202