حروف احترقت بإثم الحاضر
حين تعطلت كل دساتير الأرض
ضاع العدل
الباطل أمسى كخط منحن
وكفة الميزان لاترغب بالإستقامة
الأفق شديد الظلمة
لانجوم لاشمس تضيء
سوى أقمار صغيرة كأنها منابر لصوت الحق لاتحيد
استشاط حمورابي غضبا”
صرخ من الفوضى والفساد
وكان صداه يعلو النخيل والشجر الطامح إلى أعلى
على ماجرى
ضياع مطرقة العدل
المقاعد خالية
القاعة تغص بالسكون
عندما استظلت بشرائعه العراة
فاصبحوا كالمغول كبيرهم يذبح وصغيرهم يكيد
ياسيدي هذه حكايتنا
نلتمس منك العفو
فاصفح عنا
إن استطعت
مد يدك الطولى
وامح كل زور وإثم
امسح دموعنا فالجرح يئن من ملح الجرح
حين صرخت منه وناحت من ذكريات الأمس
فبكى عمر وحزن زيد
عد إلينا أمجاد جلجامش اسطورة الخلد
وهات لنا عشتار صبية فاتنة
في معصمها وجيدها
أجمل الأساور والحلي
ومن الحناء ارسم وشما” على كفيها
شمسا” لاتغيب
ولتكن فوق مرتفع لتطل على بلدي
لتعانق قمم كردستان وعروس ميسان
ترقص وتغني
وتطوي الأرض وتشم نفح حقول آذار
وتركض ليلا” بأريج الليل بتموز
شوقا”ليوم سعيد
يا أولاد أوصيكم بالماضي التليد
حافظوا على عقال حمورابي وعباءته
أفتحوا بوابة بابل والدروب
أكسروا عن يده القيد
ليزلزل بمطرقته كل دياجير الظلام
ولينبثق النور من غياهب العتمة
هيا..
أحيوا العدل من جديد.
*****
محمد لعيبي الكعبي
العراق