ياليل
يا ليل ما خطبك؟
…هادئ … حالك
تماما مثل هذا الفؤاد؟
بل أنت أوفر حظّا منه
فقد أنارت ظلمتك
المئات من جميل النّجمات.
هي أشبه بمصابيح تضيء
لعابد متهجّد في الدّجى
دون حاجة سراجه للمداد.
أمّا هو بائس …شجين
منّي عليه آلاف… الحسرات.
سكنه حشد رهيب من الغصّات
وانتشر في حنايا الضّلوع
ما صدحت به بانتشاء
… العالي من الآهات
بلغ صداها ثنايا الرّوح
كان عليها شبيها بملق السّياط.
يا ليل
في دجاك أنشد
كلّ عاشق وتغنّى
بليلاه… بصفيّته
ونُظمت فيك آلاف القصائد
وبارز الشّعراء خصومهم … بالنّثريات.
على خلافك تبيّن أنّ ذاك التّعيس
عُزفت فيه للتّرح…للأسى
أشهر السّمفونيّات.
أنِف عنه اللّهو وسرى في وتينه
…للوجع سيل من الصّرخات
وتقهقرت جيوش دفاعه
…تلك الملايين من الضّحكات.
يا ليل
تشترك مع فؤادي في الغيهب
لكن في معانيه …شتّان بينكما
فيما له من دلالات.
يا ليل
عظيم هذا البلاء
…عميق هذا الشّجن
أستميحك عذرا
فقد أسرفت في اللّغو
…أسرفت في التّرهات.
بقلم ريم منصّر