كتبت تهاني عناني
قال تعالى(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)(الأحزاب:21).
يعد شعبان شهر المنحة الربانية التي يهبها الله لأمة محمدصلى الله عليه وسلم، وتتجلى فيه رحمة الله تعالى بعباده، فيهبهم من خزائن خيراته، ويجزل لهم فيه من عطياته، ولنا في رسول الله أسوة حسنة
👈 فكيف كان النبي يستقبل ويحتفي بشهر شعبان، وهو القدوة، و المعلم، والمربي، والأب الرحيم صلى الله عليه وسلم، ففي شعبان كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام كما في حديث عائشة رضي الله عنها(ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان) (صحيح البخاري).
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال(قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال”ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)(صحيح النسائي).
👈 ويقول بعض أهل العلم بأن شعبان صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، فيدخل رمضان بقوة ونشاط، ومن هنا فإن شعبان تهيئة نفسية لاستقبال الشهر الفضيل.
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان فإنه يجب أن يضع المسلم لنفسه برنامجًا خاصاً بشهر شعبان، يبدؤه بتعويد النفس الصيام، وتذكيرها وتهذيبها بكل ما يتيسر من العبادات والطاعات وفعل الخيرات، من صدقة، وصلة رحم، وبر، ومساعدة للمحتاجين.
وكذا الإكثار من تلاوة القرآن واتخاذ ورد يومي يلتزم به، ويستعين على تلاوة القرآن ببعض كتب التفسير، لتُعينه على فهم وتدبر آياته، فيستقبل شهر رمضان بحسن تدبر، فكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء، وكان سلمة بن سهيل يقول شهر شعبان شهر القراء.
وأيضاً المسارعة بالتوبة وكثرة ذكر الله، ليعود قلبه ولسانه على ذكر الله تعالى، ومحاسبة النفس وتذكيرها بذنوبها وسرعة التوبة منها وعدم التسويف أو التأجيل إلى رمضان.
بالإضافة لقيام الليل والتقرب إلى الله والدعاء.