ذات وجع
ذاتَ وجعٍ
هزَّ الزّلزالُ أوصَالِي
تشقّقتِ الأرضُ
تحتَ نِعالِي
من بعدِ مَا كانَ
ينبتُ الياسمينْ..
أوجعَنِي الموتُ
وسودُ اللّيالِي
أخيطُ جرحاً
وأرتقُ وجعاً
وفاهٌ يصرخُ
ماذا جرَى لِي؟!
العربُ نيامٌ
متشبّثين بكراسِيهِم
ومقامِهِمُ العالِي
إرهابٌ هُنا
وفقرٌ وجوعٌ
وشتاتٌ
وزلزالٌ
لمْ يكنْ يخطرُ ببالِي
في حلمٍ أنا
كلّما أصحُو
أحسّها صحوةَ الموتِ أغمضُ عيُونِي
أمسحُها
أيَا ليتَها كانتْ حلماً
ولم تغيّرِ الأحوالْ
زُلزلَتِ الأرضُ
من تحتِنا
تصدّعتْ
أيقظتْنَا من غفوَتِنا
لم نعُدْ ننامْ
لم نعُدْ نحلُم
لم نعُدْ نفهَم
صحوةُ الموتِ
هيَ والوجعُ
وصَل إلى العِظامْ
أطفالُنا
تحتَ الرّكامِ تدثّرتْ
وصوتُ أبٍ
ينادِي ذا الجَلالْ
ربّاهُ رحمتَك
فأمِّي سُوريّتِي
حملَتِ الهَمَّ
من بعدِ حيضٍ
وأنجبتِ الحزنَ والوجعَ
من خاصِرتِها
دونَ سُؤالْ
أيا خصلةً
أودعتُها بينَ الصّخورِ
لتنبُتَ بقاءً ورجاءً
في جِرارِي
وأنينٌ تحتَ الرّكامِ
هدَّ الجِبالْ
أبحثُ عن مَاذا ومَاذا؟!
سهولٌ قاحلةٌ
وحصادُ قحطٍ
وبيادرُ غِلالي
ألمٌ ووهنٌ ونزفْ
سِلالُنا امتلأتْ أنينْ
سِراجُنا خافتٌ حزينْ
وبقيَت مُعانقةُ الأمّهاتِ
طويلَهْ
كيفَ لا وتلكَ الجديلَهْ طفلتُها
عالقةٌ تحتَ الرّكامْ
كأنّها تنامْ
تهدهدُ لأخيهَا
تحتضنُهُ علّهُ ينامْ
كبيرةٌ أنتِ يا مَلاكِي
وليحفظْكِ الرحمنْ
فهناكَ
فِي باطنِ الأرضِ
لكِ أخوةٌ وآباءْ
وأمّهاتٌ تُرضِعُ الأرضَ مروءةً
وتفطِمُها على العطَاءْ ليعرِّشَ الياسمين
ُ ثانيةً
فِي أرضِكِ
يا شآمْ
*****
بقلم: الشاعرة نزيرة الشوفي