![](https://wamadaat.com/wp-content/uploads/2023/01/FB_IMG_1673199712056.jpg?v=1673199367)
![](https://wamadaat.com/wp-content/uploads/2023/01/FB_IMG_1673788114606-1.jpg)
بِقَلَم دُكْتُور هَانِئ البُوصِي
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَمَّا بَعْدُ
قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيِّ الَّذِي لَا إثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا حَسَدَ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَصَحَّحَه الْأَلْبَانِيّ
قَالَ سُفْيَانُ ابْنُ دِينَارٍ قُلْت لِأَبِي بَشِير وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي عَنْ أعْمَالِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا قَالَ كَانُوا يَعْمَلُونَ يَسِيرًا ويؤجرون كَثِيرًا قُلْت ولماذاك قَال لِسَلَامِه صُدُورِهِم
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ دَخَلَ عَلَى أَبِي دُجَانَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ وَهُوَ مَرِيضٌ وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّل فَقِيلَ لَهُ مَا لِوَجْهِك يَتَهَلَّل قَالَ مَا مِنْ عَمِلَ شَيْءٍ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ اثْنَيْنِ أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ قَلْبِي سَلِيمًا لِلْمُسْلِمِينَ
وَهَذَا ابْنُ السَّمَّاكِ الْوَاعِظِ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُحُدٍ إخْوَانِه شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ إخْوَةٌ هَذَا الْمِيعَاد بَيْنِي وَبَيْنَك غَدًا نتعاتب فَقَالَ لَهُ ابْنُ السَّمَّاكِ بَل بَيْنِي وَبَيْنَك غَدًا نتغافر
وَكَتَب أَحَد الشُّعَرَاءِ إِلَى إخْوَانِه مِثْلِ هَذَا فَقَالَ
مِنْ الْيَوْمِ تعارفنا ونطوي مَا جَرَى مِنَّا
فَلَا كَانَ وَلَا صَار. وَلَا قُلْتُم وَلَا قُلْنَا
وَإِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ مِنْ الْعَتَب فَبالْحُسْنَى
قَرَّرْت مُعَلِّمِه رَوْضَة أَطْفَال أَنْ تجْعَلَ الْأَطْفَال يَلْعَبُونَ لُعْبَةَ لِمُدَّة أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ
فَطَلَبَتْ مِنْ كُلِّ طِفْلٍ أَنْ يَجْعَلَ كِيسًا فِيهِ عَدَدٌ مِنْ البَطاطا وَعَلَيْهِ أَنْ يُطَلقَ عَلَى كُلِّ قِطْعَةٍ بَطاطا اسما لشخص يَكْرَهُهُ إذَا كَلَّ طِفْلٍ سيحمل مَعَه كِيسًا بِه بَطاطا بِعَدَد الْأَشْخَاصُ الَّذِينَ يكرههم
فِي الْيَوْمِ الْمَوْعُود أَحْضَر كُلِّ طِفْلٍ كِيس بَطاطا مَعَ اسْمِ شَخْصٌ يَكْرَهُه فَبَعْضُهُم أَحْضَر اثْنَيْن بَطاطا أَوْ ثَلَاثَةٍ بَطاطا وَآخَر عِنْدَئِذ أَخْبَرَتْهُم الْمُعَلَّمَة بِشُرُوط اللُّعْبَة وَهِيَ أَنَّ يُحْمَلَ كُلُّ طِفْلٍ كِيس البَطاطا مَعَهُ أَيْنَمَا ذَهَب لِمُدَّة الْأُسْبُوع الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ وَبِمُرُور الْأَيَّام أَحَسّ الْأَطْفَال بِرَائِحَةٍ كَرِيهَةٍ نَتْنُه تَخْرُجُ مِنْ الْكِيس وَبِذَلِك عَلَيْهِم تَحْمِلُ الرَّائِحَةَ وَثَقُل الْكِيس أيضاً وَطَبْعًا كُلَّمَا كَانَ عَدَدُ البَطاطا أَكْثَر فالرائحه تَكُونَ أَشَدَّ وَالْكَيْس يَكُون أَثْقَل
وَبَعْدَ مُرُورِ أُسْبُوع فَرِح الْأَطْفَال لِأَنّ اللُّعْبَة انْتَهَت
سَأَلْتهم الْمُعَلَّمَة عَن شُعُورُهُم وإحساسهم أَثْنَاءِ حَمَل كِيس البَطاطا لِمُدَّة أُسْبُوع فَبَدَأ الْأَطْفَال يَشُكّون الْإِحْبَاط والمصاعب الَّتِي واجهتهم أَثْنَاءِ حَمَل الْكِيس الثَّقِيل ذِي الرَّائِحَةِ النتنه أَيْنَمَا يَذْهَبُون
بَعْدَ ذَلِكَ بَدَأَت الْمُعَلَّمَة تُشْرَح لَهُم الْمَغْزَى مِنْ هَذِهِ اللُّعْبَة
قَالَت الْمُعَلَّمَة إنَّ هَذَا الْوَضْعِ هُوَ بِالضَّبْط مَا تَحَمَّلَهُ مِنْ كَرَاهِيَةِ لِشَخْصٍ مَا فِي قَلْبِك فالكراهيه ستلوث قَلْبِك وتجعلك تَحْمِل الْكَرَاهِيَة مَعَك أَيْنَمَا ذَهَبَتْ فَإِذَا لَمْ تَسْتَطِيعُوا تَحْمِل رَائِحَة البَطاطا لِمُدَّة أُسْبُوع فَهَل تتخيلون مَا تحملونه فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ كَرَاهِيَةِ طُول عمركم
جعلنى اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَصْحَابِ الْقُلُوب التَّقِيَّة النَّقِيَّة
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ
مُحِبُّكُم دُكْتُور هَانِئ البُوصِي