مزاد في سوق الهرج
بقلم الشاعر العراقي محمد لعيبي الكعيبي
أذكر يوما” ما
هب الإعصار مزمجرا”
عصف بحينا٠٠وشتت أمرنا
كان الفجر حزينا”
أيقظني
زعيق نوارس مجروحة
توضأت٠٠صليت
من ماء دجلة
رفعت كفي للدعاء
مشيت
والريح تدفعني وخلفها نار مسعرة
أعانق الأيام في عيون الطرقات
وترقص الساحات سرا” عن أبصار الشامتين
تارة
وأخرى أصافح الأقدار بخوف عسى الروح تستكين
جلست على الرصيف
لتهدأ انفاسي
فما عدت
أحسب سنين عمري
وكيف
ضاعت لياليها في سراديب الزمن
لكن لن تنحنيَ قامتي
عدت للحن القديم مرددا”
((موطني ٠٠ موطني))
تفاجأت٠٠
بأصوات ولغات ولهجات شتى
ليست غريبة عن مسمعي
كأنها نعيق الغربان وفحيح الأفاعي
كان الجميع ينظر إلي نظرة إشفاق
وعيون أخرى حاقدة
يدورون حول أجمل جوهرة في الكون
كان المزاد قاسيا”
عاتٍ يمزق القلوب
فيه تبعثرت كل القيم
والآهات حيرى في الورى
والروح يقض مضجعها الألم
مات الضمير٠٠هنا مات الضمير
والجرح في القلب اكتوى
والحزن قاس والجوى
بدأ المزاد
صاح المنادي
تعالوا أيها العرب٠٠تعالوا ايها الأغراب
من يشتري ليدخل المزاد
هذه الشناشيل والنخيل
والسندباد والجزيرة وحكايات عشق دجلة وشهرزاد
صحت بوجه الحضور
خسئتم
تلك ارض الأنبياء
أرض الحسين سيد الشهداء
هنا٠٠مزارات الأولياء
وهناااك٠٠نخلة السياب باسقة شامخة رغم الأنوف
ألا تخجلوا
من دمعة الخنساء
ضربت الكف بالكف
صرخت بصوت عال
وا أسفاه٠٠!!
كم مد يده لأفواه جاعت٠٠؟
وكم بمعطفه أجسادا” غطى٠٠؟
دنوت إليه بشق الأنفس
رأيته يئن
والدمع على خده يجري
يجود بنفسه
مكبلا” بالسلاسل والقيود
نظر إليّ
عانقني لثمته
بكينا معا”
همست بأذنه
صبرا”٠٠صبرا
ياقرة العين
غدا”٠٠
سيبرق نجمك في السماء
غَصَبَ الرزايا والعدى
فجرا”٠٠
سنحلق مع الطيور للعلا٠
بقلم
محمد لعيبي الكعبي
العراق
قصيدة جميلة مفعمة بالأحاسيس الراقية.
كل التقدير و الاحترام للشاعر الراقي محمد لعيبي الكعبي