الحب المستحيل
بقلم : سعيد إبراهيم زعلوك
في الذكرى حين رفع المسيح للسماء
ولدت أنا
كانت أمي ربة منزل ريفي
وأبي فلاح يحرث الحقل
يعشق الزرع، والثمار
يظل قابع تحت الشمس الهجير،
طول النهار
يتصبب عرقاً، ولا يمل….
لم يكن يرتاد المنزل إلا عند الغروب
يحمل بين يديه منجل
وحزمة من الأمل…
كنا خمسة أخوة
ربانا على الكد، والتعب
على الجد، والأصرار
كنت أنا أصغرهم
من إرتاد كتاب القرية، وبرع في القراءات
كنت بصدق أحب الأشعار
أتقنت نظم القصائد
وتنميق الحروف
والأوزان، والمعاني، والبلاغة
حين أحببت صديقتي التي تقطن المدينة
أحببتها، حين رأيت في صوتها السكينة
وداخل قلبها كل شيء في الحياة يصبح حيا
وحب الريف، والزرع، والأشجار
تزوجنا، رغم فارق الحياة
رغم ما بيننا من اختلاف في المعيشة
وما بيننا من فروق في التفكير
ولكن حبنا ذوب كل المستحيل
وحطم صبرنا كل خلاف بإصرار
تزوجتها رغم أنف المدينة
ورغم كل الحاقدين
وكل من قالوا أن حبنا ميت
مصيره الفشل بأصرار
أصبحت شريكتي،
وأنجبنا هند، وليلى، وخالد، ونزار
وعشنا جمال الحياة
عشنا الحب بكل حب
بكل جمال،
بكل ما فيه من روعة
وانتصرنا على التقاليد والعادات
البائدة أروع انتصار
سعـ إبراهيم زعلوك ــيد
28/12/2022