

( هو .. وهى ولحظات السفر )
قصة قصيرة
بقلم عزة راضى
يقولون أن قطار الليل بطئ ممل ،
وعلى الرغم من ذلك كانا يركضان ليصلا الى
أول الرصيف ليستقلا قطار الليل ،
وحينما وصلا علما أن القطار يتبقى أمامه بضع دقائق حتى يصل ،
أخذ كل منهما يهدأ من أنفاسه المتلاحقة بصدره
وأيضا الأفكار المتلاحقة برأسه والدقات المتسارعة بقلبه ،
وقفا فى إنتظار القطار القادم
قالت : كم سيأخذ من الوقت لمحطة الوصول
رد قائلا : أعتقد ساعة
قالت لم أعتد ركوب القطار إنها مغامرة مخيفة بالنسبة لى ،
سمعت من الحكايات ما يجعلنى لا أقدم على هذه المغامرة من قبل لكن وأنا معك لا أهاب المغامرة
إلتفت إليها بنظرة ممتنة
وقال : يكفينى شعورك بالأمان معى ، ثقتك مسئولية أسعد بها
دقائق ووصل القطار
قدمها أمامه ليطمئن على سلامتها فى الركوب
إختاروا مقعد فى تلك العربة المكيفة ذات المقاعد المريحة
ومما زادها سعادة الى جانب رهبة المغامرة ،
وجعل قلبها تتسارع دقاته
نظرات عينيه إليها
كانت تنطق بكل العاطفة المختبأة بقلبه
لقد خانته عيناه وأعترفت ..
أما هى فقد ظلت تحاول أن تحتفظ بسر قلبها بعيدا عن عينيها
حاولت كثيرا لكنها لم تنجح
فقد طال البوح بالنظرات
توقف القطار أكثر من مرة فى محطات متتالية لم يشعرا ،
مر من الوقت ما مر لحظات بعدها أسندت رأسها على ظهر المقعد ،
مغمضة عينيها وكأنها أرادت أن تحتفظ بنظراته داخل عينيها ،
أو أن تستجمع قواها قبل الانهيار أمام مشاعر متدفقة من كليهما
دار بينهما حوار صامت …
هو يؤكد لها بنظرة حانية أنت من ملكتى قلبى الذى أنتظرك سنين طويلة ،
سأغلقه عليك ولن أسمح لأى سبب او أى شخص حتى أنا أن يؤثر على مكانك ومكانتك بشغاف القلب
عهد على أحفظه لا فراق بيننا مهما حدث ،
وأحفظيه أنت أيضا ليظل دستور حبنا ،
قد نتفق أونختلف ، أو حتى نغضب ونثور ، وقد نبتعد لحظات حتى نهدأ
لكن ….
” لا فراق .. مهما حدث “
استرسل فى حديث صمته المعبر
الذى وصل لقلبها دون أن يقال
إعلمى جيدا مكانتك عندى فأنا لا أحبك فقط بل لا تنسى أن حبى لك يلازمه أحترامى الشديد ،
دائما تذكرى مكانتك عندى وتذكرى أننى أختلف عن الجميع
فأنا أحبك جدا وأحترمك جدا
أنت الملكة على عرش قلبى
أمام ما رأته وسمعته من مشاعر زاد صمتها
وكأنها تركت زمام قلبها لعينيها لتقول عنها ماتريد ،
نظراتها كادت تعانقه فقد شغفها حبه المتدفق
وأطالت النظر إليه لقد كان العناق طويلا حتى العناق كان صمتا بالنظرات ،
فجأة صوت يأتى ليقطع ذلك الصمت ..
إنها محطة الوصول
لقد كان قطار الليل سريعا هذه الليلة على غير عهده
لقد أنتهت أجمل رحلة وأنتهت أقصر مغامرة
على وعد باللقاء بل على وعد أكبر
لا فراق …مهما حدث
موقع ومضات …