بقلم هند فهمي
استيقظ الثانية صباحاً ولا يعلم السبب ..
يرفع جفنيه بثقل معتاد ..
يستدير ليقترب من الكومودينو لعله يصل للمنبه فيعرف الساعة ويبرر سبب استيقاظه..
يأخذ جرعة من الماء ولا يستسيغ طعمها فيجري على الشرفة ليفرغ فمه منها..
أدار قفل النافذة بصعوبة وافرغ الماء ثم أسند ساعده على الحافة يطالع الشارع ..
كان الجو صيفاً ولم يخل الشارع بعد من المارة كليةً..
حتى الاضواء لم تخفت بعد رغم اقتراب أذان الفجر .
ليلة من ليالي أغسطس لم تأت بجديد سوى زيادة الحر
يشعل نادر سيجارته الأخيرة بالعلبة ثم يجلس على كرسيه الهزاز المتهالك الذي ورثه عن والده.
يسترخي ملقيا رأسه للوراء في شيء من الملل وكأنه يسترجع صوت أمه وهي تعاتبه..دي العروسة الرابعة اللي تشوفها ومتتفقوش ..نفسي افرح بيك قبل ما أموت يانادر.
ماتت وسابتني وحيد واديني الشهر الجاي هبقى ٣٩ سنة!
ظل شاردا .
.ربما شعر بالجوع فتوجه للمطبخ يلتقط بعضاً من بواقي الغداء فهو يجيد الطبخ وأعمال منزلية أخرى.
تناول موبايله لعله يخرجه من حالة الملل خاصة أنه فجر الجمعة وليس لديه عمل.
استوقفه طلب صداقة بإسم(..متمردة في سكون!!)
قبل الطلب بدون تركيز وكأنه يبحث عمن يشاركه ملله أو يخرجه منه..
راسلها:_مرحبا
ردت بعد خمس دقائق..مين؟!
نادر:_غريبة ؟انتي باعتة طلب صداقة وبتسألي مين؟!
ردت:_انا مبعتش طلب صداقة وبطلوا سخافة..
نادر مسرعاً في الرد:_قبل ما تكملي كلامك ولا سخافة ولا غيره ..
آسف يا ستي ..سلام
..لم ترد السلام.
تعجب نادر من الموقف وسأل نفسه ..هوا أنا دخلت الصفحة دي على أساس إنها طلب صداقة واللا أشخاص قد تعرفهم؟!
واضح إن الأمر اختلط عليا وإلا مكانتش انفعلت كدا
استوقف انتباهه الاسم(متمردة في سكون).
سرح مع نفسه ..ياترى ليه اختارت الاسم دا؟!
وازي التمرد يكون في سكون..