ولأنكِ الأولى
*********
ولأنَّكِ الأولى ليسَ لكِ ثاني
فلا شيءَ يوماً عنكِ أثنانِي
يا أولَّ دورٍ عرفتُ بهِ المعانِي
هجرُكِ والبعدُ كلاهُما أضنانِي
تمرينَ برسمكِ بينَ جوانحِي
فأقفُ مشدوهاً ويرتبطُ لسانِي
كأنَّ سحرَ طلّةِ بديعةِ الحسنِ
عن حسنِ الحسانِ قد أغوانِي
ماذا أقولُ للنّاسِ عن هيامٍ
قد شغلَ قلبِي وأرقَ أجفانِي
أأقولُ حبيبي شغلَ جوارحِي
وتوارِيهِ عن مقلتِي قد أضنانِي
أ شوقِي لهُ أوقدَ بي النيرانَ
أمّ هو الّذي أشعلَ بي نيرانِي
وما عدتُ أميّزُ حرَّ قلبِي
أوجدِي كوانِي أم هو كوانِي
يهيمُ بهِ فكرِي وكذا خواطرِي
من الغروبِ إلى فجرهِ الثاني
ووتتوالَى الذكرياتُ سراعاً
و لا أعلمُ أيّهما أولاً غزانِي
فلقد غزتنِي عيناه إذ عاينني
في بدءِ نشأتِي يومَ أنشانِي
سلامٌ على روحِي الّتي أجابتْ
نداءَهُ بعالمِ الذرِ يومَ نادانِي
وقال: أنا الحبُّ وبِي تعرفونَهُ
ولا غيرِي حبّ ولا لي ثاني
***************
بقلم الدكتور علي بهجت ناصر