تهاني عناني
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(اللهُمَّ مَنْ ولِي من أمْرِ أُمَّتِي شيئًا فَشَقَّ عليهم فاشْقُقْ علَيهِ ، ومَنْ ولِيَ من أمرِ أُمَّتِي شيئًا فَرَفَقَ بِهمْ فارْفُقْ بِهِ) (صحيح الجامع)
وضع الإسلام دستورًا للراعي مع الرعيَّة، أساسه الرفق بهم، والعفو ورفع المشقة عنهم، والتيسير عليهم لبلوغ مصالحهم، وبيَّن أن الحُكم والولاية مسئولية تقوم على الجَدارة والكفاءة مع العِلم والفِقه.
وفى الحديث دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا فشَقَّ وشَدَّد عليهم)، فاشقُق عليه، واشدُد عليه في أُمورِه، جزاءً وِفاقًا،
(ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا فرَفَق بهم، فارْفُق به)أي يُيسِّر الله أُمورَه ويُعامله بالرِّفق والسُّهولة كما عامل الرعيَّة بالرِّفق واللين.
وفي الحديث: توجيه إلى أن يُذكر فضل أهل الفضل، ولا يُمتَنع منه بسبب عداوة وغيرها.
وفيه أيضا أن هَديِه صلى الله عليه وسلم الرِّفق بالناس، وعدم الإشقاق عليهم.
والتنبيه على ولاة الأمور بضرورة السَّعي في مصالح الرعيَّة، ودفع ما يَشقُّ عليهم من قول أو فعل، وعدم المماطلة والغفلة عن أحوالهم.
وليس ما يحدث اليوم من عرقلة للعمل نتيجة تعنت أو تصفية حسابات أو جهل من مدير أو رئيس قسم، فهذا لا يرجعه جزاء أو تقنين وضع أو استبعاد وغيره.
فاللهم اشقُق عليه، واشدُد عليه في أُمورِه، جزاءً وِفاقًا.