كتبت تهاني عناني
الإسلام أعطى المرأة حقوقها على أكمل وجه، كرمها ورفع قدرها ومنزلتها، وجعل القوامة بيد الرجل ليحافظ عليها ويحيطها بقوته، وينفق عليها، وليس لظلمها أو إهانتها بالقول أوالفعل، كما احترم الإسلام شخصية المرأة، فجعلها مساوية للرجل في أهلية الوجوب والأداء، وجعل لها ذمة ماليه مستقله.
والعنف ضد المرأه يكون:- جسدي، نفسي، إقتصادي.
وجاء الإسلام فشرّع القوانين لحماية المرأة من العنف الجسدي والنفسي سواء بالقول أو الفعل، فلا يجوز لمسلم أن يضرب أمه أو خادمته أو زوجته. فأعطى الزوجة الحق في طلب الطلاق للضرر، إذا وقع عليها الضرب لأنه يؤدي إلى ضرر جسدي ونفسي، واستناد البعض لقوله تعالى (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)(النساء:34).
فالتفسير هنا أن الضرب المشروع في حالة نشوز المرأة، هو الضرب غير المبرح الأقرب الى التلويح به دون فعله، مع تجنب الشتم والسب والتحقير . لقول الرسول (فلا تجدونَ أولئِكَ خيارَكم) أي(ولن يضرب خياركم)(صحيح ابن ماجه). ويأتي كآخر الحلول، بدءا من الوعظ ثم الهجر، والأفضل أن يجتنبه المسلم، ويكون العفو أقرب إبقاءا للمودَّة والرَّحمة في الحياة الزوجية، لقول عائشة (ما ضرَبَ رسولُ اللهِ شيئًا قطُّ بيدِه، ولا امرأةً، ولا خادمًا، إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللهِ)(صحيح مسلم). وامتثالا لقوله تعالى (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)(البقرة:229)
ومما حمى به الإسلام المرأة من العنف الجسدي أن حرّم وأدها عند ميلادها لقول الرسول(إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حَرَّمَ علَيْكُم: عُقُوقَ الأُمَّهاتِ، ووَأْدَ البَناتِ)(صحيح مسلم)، وحرَّم قتلها في الحروب، فكان الرسول إذا بعث سَريَّة قال (ولا تقتُلوا وليدًا ولا امرأةً)(المعجم الأوسط)
ولمنع الزوج من التقصير في الانفاق على الزوجة والأسرة بالقدر المطلوب، أو سلب المرأة حقوقها المادية مثل المواريث،
يعلمنا ويرشدنا فيقول (خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي)(صحيح الترمذي).
ثم تأتي وصيتة في خطبة الوداع (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا)(صحيح الجامع).
فلا شك أن المرأة طرف فاعل في المجتمع، والعنف تجاهها له آثاره السلبية على دورها البناء في المجتمع كأم. زوجة. مرأة عاملة.
ولذلك يقع على كاهل المؤسسات الدينية والقانونية العمل على تصحيح مفاهيم العنف الموجّه ضد النساء.
فيجب تفعيل وتكثيف التوعية الدينية بالدور الحقيقي للمرأة والرجل في المجتمع، وتوضيح أنهما طرفي جسد واحد وهو المجتمع.
والتوعية بحقوق وواجبات كلا منهما في المجالات الحياتية والأسرية.
وأيضاً تفعيل القوانين الخاصة بمكافحة العنف ضد المرأة ومراقبة تطبيقها.
وهل وجدت المرأة مكانتها إلا في الإسلام. فاللهم احفظ نسائنا وبناتنا من مكروه وسوء