المرة الأولى
بقلم الشاعر السوري
الأديب عبدالكريم سيفو
لا تغلقي الباب في وجهي,فلستُ أنا
من يطرق الباب بعد المرّة الأولى
أدري بأنكِ خلف البــاب واقفـــةٌ
تخبّئين وراء الظهــر بُهــــــلولا
أعطيتِه مثل ما أعطيتِني ولهـــاً
وربما زدتِ بعض القول معسـولا
يا ويله , بغدٍ يلتـــــاع من كذبٍ
مثلي , ويترك هذا الحبّ مخذولا
لا تخجلي من خداعي الآن يا امرأةً
ما عدتُ من عشـقكِ الخدّاعِ متبولا
شُفيتُ من غادةٍ كالداء تسـكنني
ولم أعدْ بلطيف القول مشـــغولا
أدركتُ أنكِ كالأفعى برقّتهــــــا
تدسّ ســــمّاً , لأبقى منه معـلولا
لا لستِ مضطرّةً أن تخلقي حججاً
فلا تبيعي شـــعوراً صـار مخبولا
نهداكِ كانا كأحلى درّتي شـــغفٍ
وبعديَ الآن قد صـــارا ثآليــــلا
فكم غفوتُ على كرزاتها ثمـــــلاً
وكم لثمتُ , وداعبتُ الزغاليـــــلا
والآن تمنح غيري دفئها , أمــــلاً
بأن يصير لها في الليــــل مذلولا
كل النواطير تأتي الكرْم في جشـعٍ
وكنتُ وحدي عن الأعناب مسـؤولا
فوزّعي اليوم ما خلّفتُ من شـبقٍ
على سـوايَ ,وهل أبقيتُ محصولا؟
عودي له , فســرير الحبّ منتظرٌ
وأشــبعيه من الأشــــواق تضليـلا
وغازليـــه , كما غازلتِني زمنـــــــاً
لله درّكِ , كم أتقنتِ تمثيــــــــــلا
اليوم أرجع بحري , دونما أســفٍ
أطوي شراعاً مضى بالحبّ مذهولا
فإنني رجلٌ ما هِنتُ من ولــــــهٍ
ولا أريــــد هوىً للكلّ مبــــــذولا
يكفي بأنيَ قد عوفيتُ من وجعي
وجاء غيري , ليغدو منكِ مقتـولا
مهما جمعتِ من العشّاق سـيّدتي
يبقى الحنين لطعم المرّة الأولى
*****
عبد الكريم سيفو – سورية