قال تعالى(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) (البقرة:286).
وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم، اي الاعمال احب الى الله قال (أدومها وإن قل) (صحيح الجامع).
القاعده في التعامل مع الله أن الله ينظر إلى الكيف وليس الى الكم،
الله سبحانه وتعالى يحب من العبد أن يعمل العمل الذي يقدر أن يداوم عليه، وجاءت السنه النبويه تؤيد ذلك، فنهى النبي عن (الكلفه في الاعمال الصالحه بما لا يطيقه الانسان).
ولذلك كان النبي يرشد من يسأله عن العمل، الى الأعمال الصالحه التي يستطيع ان يقدر عليها مع المداومه.
في صحيح البخاري، عن ابي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي بثلاث، فعندما ننظر للثلاث حاجات نجد اننا نقدر أن نداوم عليها دون مشقة، مفيهاش كلف، مفيهاش زهق،(صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أُوتر قبل أن أنام)، والوتر أقلها ركعة، والمدوامة عليها كل ليله، افضل واحب الى الله من المغالاة، في ليله او ليلتين، ثم تركها بعد ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم يقول للسيده عائشه رضي الله عنها (اكلفوا من العمل ما تطيقون،فخير العمل ادومه وان قل) ( صحيح البخاري).
ويقول لسيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص وكان رجل شديداً يحب العباده، يسأله عن الصيام يا رسول الله أصوم الدهر ابدا، قال عليه الصلاة والسلام لا، صوم ثلاث ايام من كل شهر، فمازال، حتى قال له صلى الله عليه وسلم، صوم يوم وافطر يوم، كصيام سيدنا داود عليه السلام، فقال يا رسول الله أطيق اكثر من ذلك، فلم يأذن له الرسول،
ثم يأتي سيدنا عبد الله اخر حياته، لما تقدم به السن، يقول (ليتني سمعت ما ارشدني اليه رسول الله، يقصد انه يكتفي بثلاث ايام كل شهر) (صحيح مسلم)،
وهذا لا يتعارض مع الجد، والمثابره، واتقان العمل، و الاكثار من العمل الصالح، ولكن القصد هو الاعتدال، والبعد عن التشدد، مثل ان يصوم صوما يضعفه عن الكسب، او يمنعه عن العمل، والفهم، أوينفق ماله كله، ثم يسأل الناس أموالهم، وغير ذلك.
وذكر القرآن ما يدل على الأمرين في قوله تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ)(البقرة:185)