كُلُّ عَامٍ وَ فِي نَفْسِ المِيعَاد
فِي ذَاتِ اللَّيْلَةِ أَسْأَلُ الْفُؤَاد
لِمَ حُزْنِي ؟ وَ لِمَ السُّهَاد؟
لِمَاذَا يَتَشِحُ قَلْبِي بالسَّوَاد ؟
وَ آهٍ مِن قَلْبٍ وَ عَقْلٍ
كِلاهُمَا شَدِيدُ العِنَاد
يُفَكِّرُ عَقْلِي كَثيراً
يَزِيدُ عَلَىَّ الشُّجُون
وَ خُضْتُ بِقَلْبِي مَعَارِكاً
جَعَلَتْنِي أَبْكِي حَدَّ الجُنُون
وَ كُنْتُ قَائِدَتِي فِي كُلِّ مَعَارِكِي
وَ فِي قَلْبِي دَخَلْتُ السُّجُون
سُجُونُ أَشْجَانِي وَ أَحْزَانِي الَّتِي فِيهَا كُنْتُ بِمُفْرَدِي
هُزِمْتُ وَ انْتَصَرتُ وَحْدِي
لَمْ يَكُن فِيهَا أَحَدٌ بِجَانِبِي
وَنِيسِي اللَّيْلُ المُكَحَّلُ
فِي جُلُوسِي فِي الْظَلامُ السَّرْمَدِي
غُرْفَتِي وَ عُزْلَتِي صَدِيقَتيَّ
وَ الْبُكَاءُ وَ الْدُمُوعُ فِي مَدْمَعِي
أَنِيسِي جَلِيسِي كِتَابٌ
أَقْرَأُهُ وَ احْتَسِي قَهْوَتِي
هُوَ خَيْرٌ مِن أَلْفِ إِنْسَانٍ
خَدَعَنِي وَ تَرَكَنِي فِي قَهْرَتِي
خَيْرٌ مِن صُحْبَةٍ مُزَيَّفَةٍ
وَ أَهْلٌ مَا شَجْعُونِي وَ أَحْبَطُوا عَزِيمَتِي
تَرَكْتَهُم وَ اعْتَزَلْتُ الْبَشَرَ
وَ اخْتَرْتُ أَشْعَارِي وَ كِتَابَتِي