وحين نموت ،
وتمحو الريح ،
والنسمات الرقيقة
أثار خطانا ،
مـــِْن سيحكي بعدنا ، قصة هوانا
مـــِْن سيخبر الأشجار
أن قامتنا كانت مرفوعة ، عنان السماء
وأن قلوبنا كانت صافية
كانت تعج بالضياء
مـــِْن سيخبر البلابل فوق الغصون
أننا كنا نغني الأسي والشجون
وأن أصواتنا كانت أجمل ما يكون
مـــِْن سيخبر البحر ، والشطآن
أن قلوبنا كانت أكبر
وكانت أغزر
وكانت أمهر
مـــِْن سيقول للنسيم فوق النيل
أن قلبنا كان أرق مـــِْن النسيم
وأننا كنا بالحب أقوياء
وكان قلبنا نبيل
مـــِْن سيخبر عنا البشر
أننا كنا أجمل مـــِْن القمر
ولكنه القدر
قد حكم علينا وحكم علي قلوبناو
بالتعاسة والشقاء
وأن تحيا في عناء
مـــِْن سيخبر تراب بلادي
أنني كنت مخلصا
لكل حبة رمل ، وكل شبر
وكل ناحية
أنني كنت أعشق سهولها
وجبالها، وهضابها
والحقول الخضراء
وأعشق الصحراء
والترعة، والساقية
وأني عشت في رحابها حياة هانية
مـــِْن سيخبر أمي عني
ويقول لـٍهآ أني كنت طيب القلب
مع كل البشر
وأنني كنت أحبها ، وأهواها