لوحة إيفان الرهيب (Ivan the Terrible) (1530 – 1584)
في اللوحة يظهر إيفان الرهيب أعظم قياصرة روسيا وأكثرهم دمويةَ وشكّاً في القرن الـ 16 ممسكاً بابنه الذي قتله بواسطة عصا حديدة إثر مشاجرتهما حول مشكلة أُسرية.
برعب شديد وندمٍ عظيم ينطلق الأب إلى ابنه ليضمه إلى صدره ضاغطاً بشدة على الجرح آملاً أن ينهض ابنه ويزول هذا الكابوس.
عَيناه تقولان كل شيء، الذعر الممتزج بالندم، الأمر الذي جسّده الفنان إيليا بشكل عظيم.
خاض إيفان الرهيب حروباً لتوسيع الأراضي الروسية وجعل منها إمبراطورية مترامية الأطراف.
أثار الرعب في نفوس الشعب، فكانت طريقته المفضلة في التعذيب هي تهشيم الأرجل قبل أن تلقى الضحايا في الثلج أو جعلهم يزحفون طالبين الرحمة، والغريب أنه لم يكن يتأخّر عن الصلاة على أرواح ضحاياه (عادي).
وفي عهده كانت العائلات النبيلة وحتى خدمهم من الأهداف الرئيسية للقمع والتنكيل، وكانت تجرى عمليات اغتصاب وقتل جماعي للنساء الأرستقراطيات، كان يخطف النساء النبيلات حتى من أقاربه أمام أعين أهاليهم، ومن يعترض على أفعال القيصر كان مصيره القتل من دون رحمة، وفي بعض الأحيان كانت تباد مجتمعات بأكملها أو يتم التخلص منها بأي
شكل من الإشكال.
ومن المعلوم إن الطاغية لا تسلم منه حتى عائلته، فزوجته الأولى أنجبت له ثلاثة أطفال، وقد ماتت وهي لم تكن قد بلغت الثلاثين بعد، بسبب قسوته وظلمه الذي كان يُمارسهما بِحقّها.
وفي أحدِ الأيّام سمع ابنه صوت زوجته تصرخ، وعندما أتى لاستطلاع الأمر وجد والده “إيفان” يضربها بالسوط. والسبب أنَّ إيفان كان غاضبًا لأن زوجة ابنه كانت ترتدي ثيابًا غير مُحتشمة، وقد كانت حاملاً في شهرها السابع بِذاك الوقت.
وقد حاول الابن إيقاف والده وتهدئته، ويبدو أنه حدثت مشادة بينهما وفي ذروة غضبه تناول الأب آلة معدنية (الصولجان) وضرب به ابنه على رأسه، ما تسبّب في موته عن غير قصد.
ايفان.. لم يصمد بعد هذه الحادثة أكثر من أربعِ سنوات، لقد هدّه عجزه وهدّته السنين.. بعد أن نهشته الصدمة، لقد حَكمَ على اجرامه ونفسه بالموت؛ حين قتل ابنه عن غير قصد.
هكذا التاريخ.. وهكذا تكون نهاية ايفان الرهيب..
اللوحة بعنوان : Ivan the Terrible and His Son Ivan on 16 November 1581
اللوحة من رسم الفنان الروسي إليا ربين (Ilya Repin)