الضفائر السوداء
هل رأيت تلك الطفلة الصغيرة
صاحبة الضفائر السوداء ؟
كانت تلعب وتركض أمامك كل يوم
لا تقل بأنك قد نسيتها ونسيت عينيها
الناعسة بلون العسل المصفى
غريبٌ جداً فإنك اعتادت أن تربت على
وجنتيها كل يوم وتقبل جبينها في حنان
لتمنحك أجمل ابتسامة على حد تعبيرك
بل كانت طلتها البريئة هى مفتاح يومك
هل حقا نسيتها ؟ أم تدعي النسيان ؟
أعرف أنك أضعتها في زحام حياتك
وتجاهلت ابتسامتها لتصبح رماداً
تحت موقد الإهمال
أعرف أن العسل تعكر ببقايا الدموع
المخنوقة في سجن الحنين
لا تشح بوجهك خجلاً فالحقيقة باتت
عارية وخلعت عنها ثوب الجمال
الطفلة كبرت وشاخت قبل الآوان
والضفائر السوداء التي كنت تهدهد
أحلامك عليها باتت طوق يخنق حريتك
لا تخف الطفلة كبرت بما يكفي لتحررك
وتعفيك من كل القيود
فالأمر لا يستغرق أكثر من بضع ثواني
لتجتث تلك الضفائر من جذورها
وتُهديها لك . .
لا تبهت فبيدها لا بيدك تغتال ضفائرها
وتدفنها مع ماتبقى من أحلام ذابلة
في مقبرة النسيان .
*****
✍ بقلم : #إيمان_البدري