( بر الوالدين وصلة الرحم باب من أبواب الجنه)
كتبت :ياسمين ابراهيم
سنتحدث سويا اليوم عن باب هام من أبواب الجنه الثمانيه
والذي ذكرنا في المقالات السابقه من السلسله بابين وهما
(( باب الصدقه)) و (( باب الريان ))
ففي بداية حدثينا نذكر دائما أننا نسعي لتقديم كل ما هو هادف ومميز ومشوق ورسالتنا نشر الوعي الأعلامي الصحيح والفكر الأخلاقي السليم ونسعي نحو تنميه أقتصاديه إجتماعية ونحو مستقبل أفضل لوطننا العربي ودعم المرأه العربيه والقياديه ودعم ذوي الهمم ودعم المواهب والفنون والرياضه ودعم الطفل وزرع مكارم الأخلاق في الأطفال وأصول الترابط الأسري وأمن المجتمع العربي وذلك بالتعاون مع مبادرة مكارم الأخلاق وبرنامج الحياة أجمل
واليوم سنذكر باب هام جدا
وهو باب(( بر الوالدين وصله الرحم ))
ونبدأ المقال بكلامنا عن صفة ( البر )
أن البر من أعظم أسباب المودة بين الناس في الدنيا كما إن في برّ الوالدين تكفيراً عن الذنوب ومغفرة عظيمة من الله تعالي
كما قال الله تعالى
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة:2).
لأن في التقوى رضا الله تعالى وفي البر رضا الناس ورضا الله تعالي ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته في الدنيا والأخره
ونذكر أيضا أن البر هو الإحسان ومنه قال صلى الله عليه وسلم: «البر حسن الخلق وهو في حق الوالدين والأقربين واجب»
وعند الحديث عن (الوالدين) فيجب أن نذكر أن عطاؤهما مستمرًا كالنهر الجاري فهما شريان الحياة ونبض الأمل لنا.
فالوالدين هما القلوب الصافية التي تنبض بالحنان والحب وهما زينة حياتنا ومنبع الفرحة والأمان والسعادة لنا
أن بر الوالدين سبب لدخول الجنة وله باب من أبواب الجنه في الأخره
كما أن بر الوالدين من أعظم الطاعات والعبادات التي أمر الله سبحانه وتعالى بها في القرآن الكريم
وردت الكثير من الآيات القرآنية التى تحث على بر الوالدين والتى قد جعل الله تعالى بر الوالدين وخاصة الأم مقرونا بالإيمان به
قال الله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، [الأحقاف:15].
قال الله تعالى «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا»، [الإسراء:23].
قال الله تعالى «وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت).
وقوله تعالى: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا»، (نوح: 28).
وكما أوصانا رسول الله عن( بر الوالدين )
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رغم أنفه.. رغم أنفه.. رغم أنفه» قيل مَنْ يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة؟»
فأن رضا الرب في رضا الوالدين كما أوصانا رسول الله في قوله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: «رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين»
أن بر الوالدين منجاة من مصائب الدنيا بل هو سبب تفريج الكروب وذهاب الهم والحزن في الدنيا وسعه الرزق وهو سبب هام لأطالة العمر والبركه فيه.
أن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ.
وفي رواية لهما: جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال: «أحي والداك؟» قال: نعم. قال: «ففيهما فجاهد».
وفي روايه أخري :
أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد وابتغي الأجر من الله تعالى فقال صلى الله عليه وسلم: «هل من والديك أحد حي؟» قال: نعم بل كلاهما. قال: «فتبتغي الأجر من الله تعالى؟» قال: نعم. قال: «فارجع فأحسن صحبتهما»
وسنتجه إلي الجزء الثاني من هذا الباب وهو صلة الرحم.
أن كلمة الرحم كلمه عظيمه مشتقه من كلمه الرحمن ،،، الرحمن أسم من أسماء الله الحسني كما أنها تحث علي الرحمه والتراحم فيما بيننا.
تعد صلة الرحم خلق من الأخلاق الحميده
كما أنها تعد من مكارم الأخلاق التي أوصانا بها الله وأوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الرحم كلمه مشتقه من رحـم المرأة ومنه استعير الرحم للقـرابة ( صلة الرحم) لكونهم خارجين من رحم واحد ومن دم واحد
فهو من أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله
وقد ربط الله -تعالى- بين صلة الرحم وبين البركة في الوقت وسعةالرزق وقد جعلها سبباً لهما في الدنيا وهي باب من أبواب الجنه في الأخره.
تُعد صلة الرحم من أنواع الطاعات التي أمر الله -تعالى بها
وقد أوصانا الله تعالى في كتابه العزيز على الواصلين لأرحامهم قال الله تعالى:
(وَالَّذينَ يَصِلونَ ما أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيَخشَونَ رَبَّهُم وَيَخافونَ سوءَ الحِسابِ)
ثم قال تعالى : (أُولـئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها)
ومن أهم الأيات عن صله الرحم
قوله تعالى: «وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ».
وقوله تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ• أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ».
وقوله تعالى: «وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»
وكما أوصانا رسول الله والحث علي صلة الرحم
فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)،
قال الله تعالى (وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ) فأن الأرحام هم أحق الناس بالوصل والإحسان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” لا يدخل الجنة قاطع رحم ” كما قال النبى صلى الله عليه وسلم ” أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم ”
قال رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ والْيوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ والْيوم الآخِر، فَلْيصلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّه وَالْيوْمِ الآخِرِ، فلْيقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصمُتْ”
قال رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: “مَنْ أَحبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزقِهِ، ويُنْسأَ لَهُ في أَثرِهِ، فَلْيصِلْ رحِمهُ” متفقٌ عَلَيهِ.
ومعْنى”ينسأَ لَهُ في أَثَرِه”: أَيْ: يؤخر له في أَجلهِ وعُمُرِهِ ويدفع عنه ميتة السوء.
وعن روايه جاء رجل وقال يَا رَسُول اللَّه إِنَّ لِي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُوني، وَأُحسِنُ إِلَيْهِمِ وَيُسيئُونَ إِليَّ، وأَحْلُمُ عنهُمْ وَيجْهلُونَ علَيَّ، فَقَالَ: “لَئِنْ كُنْت كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلاَ يَزَالُ معكَ مِنَ اللَّهِ ظهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دمْتَ عَلَى ذَلكَ” رواه مسلم
وهذا يثبت لنا أهميه صله الرحم في حياة الأنسان
وفي قول “منْ وَصلَكِ، وَصلْتُهُ، ومنْ قَطَعكِ قطعتُهُ” ،،، عن عائشة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال:
«الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله .»
فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها “.
ومن أهم الوصايا لنا مع من نصل رحمنا معهم
بشاشة الوجه والأبتسام عند رؤيتهم وتخصيص الدعاء لهم بالخير ونصحهم وإرشادهم للخيرات في أمور دينهم ودنياهم وذلك بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وطلب الهداية لهم من الله تعالى ومؤازرتهم في أفراحهم وأحزانهم وذلك بعيادة المريض منهم وتعزيتهم عند وقوع مصيبة أو موت أحدهم وتلبية دعوتهم ومشاركتهم في أفراحهم ومناسباتهم ومساعدتهم في كافة شؤونهم وتفريج كرباتهم ومصائبهم وزيارتهم وحسن مخاطبتهم وتحمّل الأذى والجفاء الصادر منهم وتقديم الهدايا والهبات والأعطيات لهم كما حثنا الله تعالي علي الإنفاق عليهم وإعانتهم على حوائجهم ودفع الضرر الواقع عليهم والقيام بخدمتهم ومساعدتهم دون طلبهم وذلك دون مّن أو أذي لهم بالمساعده هذه التي يقدموها
ومن أهم ما نذكره عن فوائد صلة الرحم
فهو سببٌ لرفعة المتواصلين وعزّتهم فبتواصلهم يرتفع شأنهم بين الناس ويعلو قدرهم فهو سبب في الزيادة في مال الإنسان واتساع رزقه وكثرة الخير لديه كما له أثر ظهور البركة على عمل الإنسان وسعيه ويساعد علي النهوض بالأسرة المسلمة وتمكينها من التصدي للأمراض الاجتماعية والسلوكية التي أنتشرت في المجتمع والوقاية منها ويعمل علي تكاتف الناس وإعانتهم لبعضهم البعض والسعي في نصرة المظلوم وأخذ حقه من الظالم وكثرة الخيرات وأنتشار روح المحبة والألفة والتعاون بين الناس.
وفي نهايه المقال أدعو الله لي ولكم
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا مباركا فيه اللهم صلي صلاه جلال وسلم سلام جمال علي حضره حبيبك سيدنا محمد يامن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف عنه السوء ياارحم الراحمين يا الله اللهم فرج همومنا واكشف غمومنا ويسر امورنا وارحم ضعفنا وقله حيلتنا وارزقنا من حيث لا نحتسب اللهم مالك الملك ذو الجلال والإكرام ياحليم ياكريم أتنا خير ما في الدنيا والاخره واصرف عنا شر الدنيا والاخره اللهم أتنا العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم أتينا العفو والعافية في دينانا ودنيانا واهلنا ومالنا ومعاشنا اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا واحفظنا عن يميننا وشمالنا ومن فوقنا ونعوذ بك ان نغتال من تحتنا يامالك الملك ياذو الجلال والإكرام ياحليم ياكريم سخر لنا الأرض وما عليها والسماء وما فيها واغسلنا بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أنزع من قلوبنا الغل والحقد والكراهيه اللهم احفظنا وارزقنا الهدي والتقي والعفاف والرضا والغني والحكمه وعلمنا بعلمك ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعلنا من النافعين للناس اللهم امين يارب العالمين.
مجلة ومضات