عبيريات خمسينية
أنا والبحر وزخات الرضا…
بقلم : عبير الصلاحى
اعتادت كلما عصفت بها رياح الفكر
أن تهرع إلى أمواج البحر
كي تطفئ نيران الجوى فيها حيث صفاء زرقته الحانية
.إلا أنها تلك المرة لم تكترث لما أصابها من فتور الشغف
لاسيما بعدما غيرت اتجاه الدفة وأبحرت صوب الوحدة
خانعة متعللة بأنه حين الأنس ذاك المتوهم ظنا ما سلمت من وخزات المعاناة الصارخة حد الدمع..
ودونما ترتيب قادتها أقدارها صوب أحضان ذاك الهادر صفاءا
الصاخب صمتا الأثير بلا منازع
وإذ بها جالسة أمامه واجمه شاردة على غير عادتها حين كان يكتنفها ذات أنس..
فجأة وجدت روحها تطيل النظر صوب أفقه اللامحدود
تاركة زمام الأمر للدعة حيث لا فكر يشوب روحها الثكلى ولا وجد يكوى قلبها الوحيد ..
..وإذ بها فجأة تمسك بتلابيب الذكرى وبعزم الصمت منها تلقيها بعيييييدا
كي تأخذها الأمواج دونما رجعه
وتنعم عليها كما اعتادتها بشلال رضا يحوط كيانها من كل جانب
وتنهدت الصعداء ولسان حال القلب منها يردد.: .
بوركت لي بحري الحامي فقسما ما رأيتك قصرت يوما معي
ولا خيبت رجائي فيك صفيي رب الاحتواء الآسر..
هكذا عهدي بك فكم أتيتك مثقلة بأدران الألم
فإذا بك تزيح عن كاهلي كل ما قد أصرم ضرع الرضا منى
ليعود مدرارا كما كان يسمن جوعا ويقر عينا ..
دمت لي ذخرا أيا زاخر الأركان دعة،
عطاء،
سكينة،
احتواء.
ثم أدارت وجهها عنه ويممت صوب المكتوب كي تستأنف طريق الوحدة من جديد .