*قصة روتها لي أمي *
بقلم الشاعر أبو قاسم آل حربي
سمعت حكاية حكتها لي إمي
عندما كنت أمتنع عن النوم
وتتعب مني
قصه جميله حكتها لها أمها
وإمها سمعتها عن إمها أيضا
وهكذا وصلت إلي فكنت أفرح
عندما أسمعها ترويها إلي
وأسعد سعادة لانهاية لها
وأطمئن لسماعها وأهدئ
ولا أظجر من تكرارها أبدا
و عندما تعيدها كأني توا سمعتها
وأسر بها كسرور من رأى
وعرف سرها فيتبادر الى ذهني
أنه إنتظار أزلي لقصة السر
التي ترويها وكأني أرى صاحبها
عندما ترويها لي وكنت أنظر
بعينيها أجد بريق الفرحة فيها
وكأنها ترى تفاصيلها أمام عينيها
أو بعض الأحيان أنها تصف لي
شابا أسمر له خال على خده
كأنه البدر تكحل بنور الفجر
ولم تتطرق لإسمه يوم ولم تسمه لي
كأنما تخاف من الحسد على إسمه
أو أنه مقدس عندها مرات تصفه قمر
وأحيانا شمس الضحى وأحيانا بدر
إكتمل في منتصف الشهر
وأحيانا تقول لي إنه الفجر
ومره قالت لي ستسر عندما تراه حقا
فتبادر الى ذهني إن إسمه يسر من يرى
فافرح اشد الفرح حتى أتخيل السماء
والأشجار والأطيار والماء معي يفرح
والأرض تتزلزل سرورا وتستقبل
هطول طل رخ والورد والزهر يتفتح
فتملئني سعادة لا توصف
فاتمنى أن أرى صاحب القصة
وأكحل عيني بطلته وأملاها برؤيته
وأعبر عن سعادتي التي أنتظرها
سلاما لك يا إمي وأنتي في القبر
وها أنا ذا أذكرك وأتذكر روايتك
والفجر وقصت سهرك معي في اليل
وأسأل الله أن يكشف ظلمة قبرك عنك
وتشرق على الأرض شمس الضحى
وأنام مطمئن وإمي تسعد بقبرها لسعادتي
*****
ابو قاسم ال حربي البيجاوي