

( أخلاق للبيع )
قصة قصيرة
بقلم علاء عبدالرحيم
– عمت مساء سيدي صاحب الدكان.
– عمتي مساء سيدتي، و اهلا بك، سعدت بعودتك، هل من خدمة اقدمها؟
– نعم، أبحث عن قناع ملاك من النوع الجيد.
– حسنا سيدتي هاكم أفضل الأنواع و عليه ضمان لمدة عام كامل.
– كلا، هذا النوع استعملته كثيرا، و إنه يسرب الحقيقة بعد مدة قصيرة جدا، إنه نوع غير جيد.
– أوووه سيدتي أفهم طلبك، عندي قطعة أخفيتها لأفضل زبائني و ليي عندي أفضل منك،
لحظة، …. ها هو ، إنه نوع عالمي بضمان خمسة أعوام، مصنوع من مواد سحرية عجيبة، سوف يظهرك بمظهر الملائكة الطيبين.
– يبدو جيدا حقا، حسنا سوف آخذه،…. مممم .. اريد معه رداء كرامة ذو ألوان زاهية لا تخطئها العين.
يضحك البائع ضحكة الفخور بينما ينطلق داخل الدكان ثم يختفي في إحدى الزوايا ، ثم سرعان ما يعود حاملا رداء جميل الألوان قائلا :
– إنه يوم جميل يا سيدتي و لك عندي هدية غالية، انظري لهذا الرداء الرائع أنه مصنوع يدويا من افخم خامات الكرامة.
– يبدو جميلا حقا،
– اووه يا سيدتي إنك لم ترين شيئا بعد، إنه يعمل فقط عندما ترتدينه، سوف يشع كرامة لعشرات الأمتار.
– هذا عظيم.
ينظر أليها البائع مبتسما كمن ينتظر أمرا آخر، ردت له الابتسامة قائلة:
– نعم أريد شيئا آخر، عباءة شرف، لاحظ أني لا يهمني المال، سوف ادفع لك ما تريد و أكثر، أريد بضاعة مميزة، أريد أن أصرخ في وجه الناس قائلة (أنا عندي شرف)
ابتسم البائع ابتسامة عريضة هذه المرة و قال:
– سوف ترضين عني يا سيدتي رضا لا مثيل له بعد أن اقدم لك أفضل ما أنتج من هذه العباءات.
ثم اختفي داخل الدكان، و عاد بعد أقل من نصف دقيقة، يحمل صندوقا مبهرا مزركشا بالذهب، وضعه امامها، ثم أخرج منه كيسا مخمليا مطرز بالذهب الخالص، داخله عباءة ذات لون ازرق نادر مطرزا أيضا بزخارف ذهبية رائعة، كانت العباءة تشع نورا يخطف الأبصار.
– بهذه العباءة سوف تكونين أشرف أهل الأرض.
جحظت عيناها من جمال المنظر و بسرعة أعادت العباءة داخل الصندوق و اغلقته مسرعة كمن حصل على كنز ثمين.
– اخذتها، كم الحساب؟
– ينقص شيئا واحدا يا سيدتي لتكتمل الشياكة.
– و ما هو؟
– لحظة ، سوف أدهشك اليوم.
التفت مرة أخرى و هرول داخل الدكان ثم عاد بشيء له بريق يبهر الناظرين، و عندما وضعه أمامها بفخر، نظر إلى عينيها الواسعتان من فرط الإنبهار.
– ما هذا التاج المذهل؟
– تاج العفة، لن تجديه إلا في دكاني، و هو أيضا قطعة نادرة سوف تكتمل صورتك الرائعة عندما تضعينه على رأسك، فيكسبك عفة و وقار.
– كم الحساب؟
اخرج البائع آلته الحاسبة و بدأ يسجل عليها:
– قناع ملاك.
– رداء كرامة.
– عباءة شرف.
– و تاج العفة.
هاكم فاتورة المبلغ المطلوب.
تخرج السيدة حافظة نقودها من شنطة يدها و تقدم له الثمن، بينما يجمع البائع الأغراض كلها في كيس واحد كبير و يقدمه للسيدة.
تهم السيدة بالانصراف محيية البائع، تتجه إلى خارج الدكان، و بمجرد أن أعطته ظهرها حتى ناداها البائع:
– سيدتي.
عادت السيدة ناظرة إليه قالت:
– ماذا؟
– هناك عيب واحد في هذه البضاعة أحب ان ألفت نظرك إليه، فعلى الرغم من جودة هذه البضاعة التي اثبتت نفسها بقوة لكن …
لا ترتدي هذه البضاعة أمام شخص مخلص، لأنه سوف يجردك منها تماما بمجرد أن ينظر أليكي و سوف تقفين على الملأ عارية كمن ولدتها أمها.
– و هل مازال يوجد مخلصين؟
– رأيت واحدا منذ عدة سنوات، و بمجرد أن نظر إلي يا سيدتي حتى جردني من كل أرديتي، و تركني في الطريق عاريا أجري أبحث عن شيئا يداري سوآتي.
ظلت عيناها ناظرة إليه لثوانٍ ثم تراجعت ببطيء للخلف خارجة للطريق.
و انصرفت تحمل بضاعتها
-تمت-
علاء عبدالرحيم