قصة قصيرة
بقلم علاء عبدالرحيم
مرت 5 شهور على مولده ، تشكلت ملامحه الرقيقة الجميلة ، أصبح قادراً على الجلوس ، إنه العطاء الأجمل للأم الضعيفة ، مع ما أعطتها الحياة من الفقر ، والمرض ، والمهانة ، والذي كان لها بمثابة السلوى أو شيئا من التعويض.
مع الفجر تركت الطفل مع جدته ، اتجهت إلى الشارع الكبير ، حاملة كيس به قنينة ماء وبعض الخبز ،
وقفت بجوار تجمع عمال البناء المنتظرين أحد المقاولين أو راغبي عمال للعمل ،
طلبوا منها الإبعاد فهم كثير والعمل قليل، رجتهم أن يتركوها، ابتعدت عنهم قليلاً منتظرة فرصة عمل، لكن لم تحصل عليها لنحالة عودها الذي يكفي كي لا يرشحها لعمل.
عادت في اليوم التالي ، وقفت في نفس المكان منتظرة ، وتكررت المحاولة ،
بعد يومين حصلت على فرصة العمل المرجوة ، اتجهت إلى موقع البناء تحمل الطوب إلى الطابق الخامس ، كان العمل شاقًا على جسدها الضعيف الذي لم يعتاد هذا النوع من الأعمال الشاقة ، وبعد يوم طويل من المشقة والإهانة والتحامل على النفس والجسد ، حصلت على أجر اليوم .
اتجهت مسرعة مع طفلها إلى إستوديو التصوير ، لأخذ أول صورة لطفلها ،
دفعت ثمن الصورة الذي كان تقريبا أجر عمل اليوم .
ـــــ علاء عبدالرحيم ـــــ