

بقلم علاء عبدالرحيم
قال لها: إني راحل.
بعد ثوانٍ من الصمت كانت تصرخ مع دقات قلبها قالت : لماذا؟
قال: الظروف لا تسمح، و الناس تتحدث.
قالت: و هل هذا يكفي كي ترحل؟
قال: أليس هذا سبب كافٍ؟
قالت: بل كافٍ، … و لكن كحجة واهية،
إن الأحباء لا يرحلون،
أيا ما كانت الصعوبات.
لقد جمعتنا كلمة، و الكلمة عهد وشرف،
الأحباء لا يرحلون.
ربما يصمتون يختبئون لوهلة.
لكن لا يرحلون
لماذا قلت الكلمة ما دمت لا تعرف معناها
ما دمت لا تعرف قيمتها أو كيف تحفظها؟
الأحباء لا يرحلون
إن الكلمة مسؤولية، لها واجبات و حقوق
و أنت لم تتحمل المسؤولية
أو أنها كانت كذب من البداية
فالأحباء لا يرحلون
بل يبقون يقاومون، يحاولون
الكلمة شرف، و التخلي عنها تنازل عنه.
الأحباء لا يرحلون
إن كنت سترحل ارحل،
و أعلم، أني الآن أعلم، أنك تكذب منذ البداية،
و أن نواياك ما كانت حسنة.
فالأحباء لا يرحلون
بل يصمدون يصبرون
قال: عندما تتحسن الظروف سوف أعود.
قالت: لا تعود، من يريدك هنا؟
لم يعد لك مكان هنا، اذهب إلى غير رجعة
و لتحترق معك ذكرياتك
و لتحترق كلماتك
و لتحترق زهراتك.
المكان هنا لا يسع الكاذبون
فالأحباب لا يكذبون
لن تُزرف عليك دمعة
لن يُطرى لك ذكرًا
قال: هل مِت عِندك؟
قالت: لا تستحق حتى شرف الموت.
فالموتى يُذكرون
سحبت عيناها و رحلت
-⋆✦ علاء عبدالرحيم ✦⋆-